ذكرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، أن حماس ستسلّم ثماني جثث بين دفعة المحتجزين، المقرر الإفراج عنهم خلال الأسابيع المقبلة، فيما وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، وفد من حركة حماس، لبحث تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، إن تسليم حماس للجثث، يأتي ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، مضيفاً أنه "تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها". وما زال على حماس أن تُفرج خلال المرحلة الأولى عن 26 محتجزاً، ومن ثم فإن 18 منهم ما زالوا أحياء.
ووصل، اليوم الاثنين، وفد قيادي من حماس إلى القاهرة، في زيارة رسمية برئاسة رئيس المجلس القيادي في الحركة محمد درويش. ومن المقرر أن يلتقي الوفد بالقيادة المصرية لبحث تطورات تنفيذ الاتفاق بـ"مراحله الثلاث".
ويضم الوفد القيادي لحماس، بحسب ما جاء في بيان مقتضب صدر عن الحركة، عدداً من أبرز الشخصيات القيادية وأعضاء وفد التفاوض، بينهم خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، ومحمد نصر، وغازي حمد.
طبول الحرب
في غضون ذلك، جدد وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، معارضته لصفقة غزة، قائلاً إنها "لا تحقق أهداف الحرب". وقال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الصهيونية الدينية: "نحن مصممون على العودة للحرب بعد المرحلة الأولى بطريقة مختلفة تماماً، تضمن القضاء الكامل على القوة العسكرية والمدنية لحماس، واستعادة جميع الرهائن".
وقال إن استقالة رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، وتعيين رئيس جديد يمثلان "بداية جيدة لتغيير طريقة القتال". وطالب بتعيين رئيس أركان "هجومي" تكون مهمته الواضحة" احتلال غزة، ومنع حماس من استغلال المساعدات الإنسانية، وتحقيق النصر في الحرب".
وأضاف سموتريتش أن "الصور التي تُظهر عشرات الآلاف من سكان غزة العائدين إلى شمال القطاع، ووجود عناصر حماس المسلحين يتجولون بالمركبات في المنطقة، هي دليل على جزء من الثمن الباهظ والمروّع الذي تدفعه إسرائيل في هذه الصفقة السيئة".
وزعم أن "الضغط الشديد الذي تمارسه حماس لفتح محور نيتساريم، يوضح أن إسرائيل تنازلت عن وسائل الضغط وأهم الإنجازات في الحرب مقابل صفقة جزئية تترك عشرات الرهائن خلفنا، ولا تحقق أهداف الحرب، وهي تدمير القوة العسكرية والمدنية لحماس، وضمان أن غزة لن تشكل تهديداً آخر على إسرائيل".
تهجير غزة هو الحل
وفي ما يتعلق بالمقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والقاضي بتهجير الغزيين إلى مصر والأردن، قال سموتريتش، إن تشجيع هجرة سكان قطاع غزة، هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن لإسرائيل، مضيفاً أن رؤية ترامب، تمثل خطوة واقعية، وأنه يعمل بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والكابينيت، لإعداد خطة عملية لتنفيذها، وقال إن "المعارضة التي تبديها مصر والأردن لهذه الفكرة لن تمنع تحقيقها، وكما رأينا ترامب يقود خطوات جريئة ضد دول أخرى، فإنه قادر على فرض هذا الواقع الجديد".
ووصف سموتريتش، قطاع غزة بأنه "أصبح مستنقعًا للإرهاب يُسبب المعاناة لسكان إسرائيل وسكان القطاع على حد سواء". وأضاف أنه "على مدى سنوات، حافظت الدول العربية على هذه المشكلة كسلاح ضد إسرائيل، وتشجيع الهجرة هو الحل الوحيد الذي سيحقق السلام والأمن لسكان إسرائيل، كما سيخفف من معاناة العرب في غزة".
من جهته، كرر رئيس حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، دعوته إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال إن "تشجيع الهجرة هو الشيء الوحيد الذي سيجلب الحل، الراحة والسكينة لدولة إسرائيل وأيضًا لسكان غزة. أنا أدعو العالم العربي - مدوا يدكم لسكان غزة، اسمحوا لهم بالهجرة إليكم".
رقابة أوروبية
وفيما يواصل النازحون الفلسطينيون العودة إلى شمال قطاع غزة، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على استئناف مهمة المراقبة في معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، موضحةً عبر منصة "إكس"، أن "هذا سيسمح لعدد من المصابين بمغادرة غزة وتلقي الرعاية الطبية".