شاركت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، أفضت إلى إحباط مخطط تنظيم "داعش" لتفجير مزار ديني في ضواحي العاصمة دمشق، حسب ما كشف عنه مسؤولون أميركيون لصحيفة "واشنطن بوست".
وقبل أسبوعين، أعلن جهاز الاستخبارات في سوريا، إحباط محاولة لتنظيم داعش، لتفجير داخل مقام السيدة زينب في جنوب العاصمة دمشق، وذلك بالتنسيق مع إدارة الأمن العام.
مشاركة المعلومات
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة بدأت بمشاركة معلومات سرية حول تهديدات داعش، مع الإدارة السورية الجديدة. وأوضحوا أن التعاون بين الجانبين، ينبع من مصلحة مشتركة في منع عودة التنظيم الإرهابي، لكنه لا يعكس اعترافاً كاملاً أو دعماً شاملاً لهيئة تحرير الشام، والتي لا تزال مدرجة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة: "كان من الضروري والصائب أن نتصرف بناءً على معلومات موثوقة ومحددة حول تهديدات داعش. هذه الخطوة تتماشى مع جهودنا لتطوير علاقة عملية مع الهيئة".
وبدأت إدارة الرئيس جو بايدن في التواصل بحذر مع تحرير الشام، وقائدها أحمد الشرع، والذي بدوره، حاول إظهار اعتدال سياسي من خلال التواصل مع قادة عالميين وتعهد بعدم اضطهاد الأقليات الدينية في البلاد، حسب الصحيفة.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن السياسة الأميركية تجاه الحكومة الجديدة في سوريا، لا تزال غير واضحة، فيما أبدى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، رغبة في الابتعاد عن التدخل في الشؤون السورية.
تواصل مباشر
وحول طريقة تبادل المعلومات، قال المسؤولون إن ذلك لم يتم عبر وسطاء، إنما من خلال لقاءات مباشرة بين مسؤولين أميركيين وممثلين عن الهيئة، سواء داخل سوريا أو في دولة ثالثة، فيما قالت مصادر مطلعة للصحيفة، إن هذه القناة الاستخباراتية، بدأت بعد قرابة أسبوعين من سقوط نظام الأسد.
وأوضح مسؤول في وكالة الاستخبارات الأميركية إن هذه الخطوة تتماشى مع سياسة "الواجب في التحذير"، التي تفرض على الأجهزة الاستخباراتية الأميركية تنبيه الضحايا المحتملين للهجمات عند توافر معلومات مؤكدة.
وأضاف المسؤول إن الاستخبارات الأميركية تشارك المعلومات "حتى مع الروس والإيرانيين عند وجود تهديدات موثوقة"، موضحاً أن تطوير علاقة مع هيئة تحرير الشام "ليس بالأمر غير المعتاد في هذا السياق".
وقال الخبير في مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت: "ليس مفاجئاً أن تكون هناك اتصالات مع هيئة تحرير الشام بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك، مثل منع عودة داعش. لكن هذا لا يعني أننا في علاقة ودية معهم".