تناقل ناشطون سوريون صوراً ومقاطع فيديو تظهر طلب أحمد الشرع المعروف بلقب أبو محمد الجولاني، وهو يطلب من فتاة أرادت التقاط صورة معه، تغطية شعرها أولاً.
وأثار المشهد قلقاً بين السوريين مع المخاوف من فرض أجندة إسلامية متشددة من قبل "هيئة تحرير الشام" على المجتمع السوري المتنوع طائفياً، علماً أن القلق استمر مع صورة مماثلة نشرتها مذيعة قناة "العربية" ريم بوقمرة وقد غطت شعرها أيضاً عندما التقطت صورة مع الشرع إثر لقائه مع وسائل الإعلام.
مذيعة العربية الإعلامية ريم بوقمرة مع أحمد الشرع في دمشق اليوم .#سوريا_الان pic.twitter.com/b7zBm8P87k
— إعلاميات (@i3lAmYaT) December 14, 2024
واللافت في الحالتين أن النساء المحيطات بالشرع لم يكن جميعاً محجبات، كما لم يطلب منهن تغطية شعرهن إلا عند التقاط صور مع الشرع، ما أثار تساؤلات في مواقع التواصل. وبرر البعض أن الشرع يرغب فقط في الحفاظ على صورة معينة له، فيما قال آخرون أنه يجب أن ينحني أمام النساء السوريات بسبب صمودهن ومعاناتهن بدل طلب الحجاب الإجباري منهن.وفي الحالتين وضعت السيدتان غطاء كشف عن شعرهن من الأمام، ولم يكن حجاباً كاملاً. ونشرت الفتاة التي التقطت صورة مع الشرع، توضيحاً عبر حسابها الشخصي في "فايسبوك" حسبما أوضحت وسائل إعلام محلية.وقالت الشابة: "اسمي ليا خير الله من مدينة دمشق.. وهذه قصتي مع الصورة إلى جانب القائد العام للإدارة. أنا فتاة سورية، مثلي متل كل الفتيات اللواتي يعتبرن الأهل والشهادة والمستقبل أهم شيء في حياتهن".وأضافت: "كنت أظن أن لحظة تخرجي في الجامعة كانت أهم يوم بحياتي، إلى أن جاء يوم 10 كانون الأول 2024. اليوم الذي كان الثوار يتجولون فيه مع قائدهم في دمشق المحررة، وجاؤوا إلى حارتنا بالمزة. حدثٌ سيسجله التاريخ بعناوين ستبقى معنا طول العمر، ونورثها لأولادنا، مع كثير من صور (السيلفي) والمقاطع المصورة، ونقول لهم بأننا كنا هناك بأعظم يوم بتاريخ سوريا، ونخبرهم قصصاً عابرة عن طاغية وشعب وانتصار".وأردفت: "لكن لم يخطر في بالي أني سأكون في حضرة أشرف الناس، مجاهدي سوريا الذين حررونا مع قائدهم، وهم يلتقون بنا ويتحدثون معنا. الوقوف بحضرة المحرر بالنسبة لأحد متلي، ليس لي اهتمام بالسياسة ولا بالشهرة ولا بالظهور، كانت من أكثر التجارب التي أشعرتني بالتواضع والخجل. وزاد على ذلك حين طلبت صديقاتي أن أتصوّر معه".
View this post on Instagram
A post shared by Lea Kheirallah (@leakheirallah)
وتابعت: "كأي أب يخاف على بلده وبنات بلده، أشار لي بكل لطف وأبوية أن أغطي شعري في حال رغبتي التقاط الصورة معه، وهذا حقه في أن يظهر بطريقة تناسبه. هو لم يطلب من الفتيات الأخريات المتجمعات حوله أن يغطين شعرهن، فقط إذا أردن التصوّر معه، أسوة بالمذيعة الأميركية التي أجرت معه مقابلة".لكن ذلك التبرير أثار انتقادات إضافية، للسوريين أنفسهم الذين عاشوا عقودا من الدكتاتورية نشر فيها النظام نموذج تقديش الشخصيات القيادية، وركز معلقون على أن فكرة القائد الأب نفسها تستحق الذم لا المديح، لأن نظام الأسد فرض ذلك النموذج منذ عهد حافظ الأسد الذي أطلق على نفسه اسم "الأب القائد للدولة والمجتمع"، ما ورثه بشار الأسد لاحقاً.