الجولاني تحت الضغط... القرار السوري بيد مَن؟
2024-12-04 15:25:46
في مشهد معقد لا يزال يخلط الأوراق ويغيّر خريطة المواجهات على الأرض في سوريا، يظل التساؤل قائمًا حول مدى استقلالية قرارات أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" سابقًا. ووسط تصاعد الأحداث في شمال سوريا، وخاصة الهجوم الأخير على حلب الذي نفذته فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، عاد المراقبون للتساؤل: هل الجولاني هو المتحكم الوحيد في قرارات المعركة؟ أم أن هناك قوى داخلية أو خارجية تؤثر في توجهاته؟
في هذا السياق، قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن تركيا كانت على علم مسبق بالهجوم على حلب، بل انها طلبت من الفصائل المسلحة تأجيل الهجوم وتغيير توقيته. وأضافت الصحيفة أن أنقرة تدعم جماعات مسلحة في سوريا، حيث تسعى من خلال تحالفاتها إلى مواجهة القوى الكردية في المنطقة، مما يعكس البُعد الجيوسياسي للصراع السوري.
ويستبعد العديد من المراقبين فرضية أن يكون الهجوم على حلب قد تم دون علم أو موافقة تركيا. وكشفت الصحيفة الأميركية أن الاستعدادات للهجوم بدأت منذ العام الماضي، وشاركت فيها هيئة تحرير الشام إلى جانب أكثر من 12 فصيلًا مسلحًا ترعاها تركيا، وكان الهدف الرئيس من الهجوم هو استهداف الوحدات الكردية في المنطقة.
وتلفت "بوليتيكو" إلى أن من الصعب التنبؤ بعواقب الصراع المستمر في المنطقة، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يمسك بالعديد من الخيوط" في هذا الصراع، ولكن إذا فلتت إحدى هذه الخيوط من يديه، فقد تكون عواقبها كبيرة. وتعتقد الصحيفة أن الرئيس التركي لا يريد أن تخرج الأمور عن السيطرة، خاصة في ظل تساؤلات العديد من المراقبين حول قدرة داعمي التنظيمات المتطرفة على إيقافها والسيطرة عليها.
وفي الوقت نفسه، يعتبر الهجوم على حلب جزءًا من الضغط التركي المستمر على سوريا بهدف تحقيق تسوية سياسية للحرب، والتي تشمل بالدرجة الأولى قضية اللاجئين السوريين. ويعيش في تركيا نحو 4.7 مليون لاجئ سوري، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لتركيا في ظل الظروف الحالية.
وبينما تستمر الأوضاع في سوريا في التحول بشكل مستمر، تظل التساؤلات حول الدور التركي وتأثيرها على القرار السوري، خاصة في ما يتعلق بتوجيهات الجولاني وتحديد مسار الهجمات، مفتوحة.
وكالات