ترامب تحت الضغط... التطورات في سوريا تعيد رسم المشهد الإقليمي
2024-12-03 15:55:52
تشهد سوريا تطورات ميدانية وسياسية قد تعيد رسم مشهد النزاع في منطقة تعيش حالة من الفوضى منذ سنوات. تأتي هذه الاضطرابات قبل أقل من شهرين على عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي قد يجد فريقه فرصة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي، رغم تعقيدات كثيرة ونقاط استفهام.
شنّت "هيئة تحرير الشام" وفصائل معارضة متحالفة معها هجوماً مباغتاً على حلب، في وقت كثفت فيه إسرائيل استهدافاتها لإضعاف إيران وحزب الله، الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، فيما تنشغل روسيا، حليفة الأسد الأخرى، في حربها بأوكرانيا.
ورغم التحولات التي شهدتها المنطقة منذ حرب غزة الأخيرة، إلا أن الموقف الأميركي بقي ثابتاً إلى حد كبير. إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت مجدداً أنها لا تضع إزاحة الأسد عن السلطة ضمن أولوياتها، ولا تدعم الفصائل المعارضة له.
آندرو تابلر، المستشار البارز بشأن سوريا في إدارة ترامب السابقة، قال إن إدارة بايدن "تجاهلت الملف السوري بالكامل"، مشيراً إلى أن الانتكاسات الميدانية قد تضغط على الأسد نحو حل تفاوضي. وأضاف أن إدارة جديدة تولي اهتماماً أكبر بالنزاع السوري ستكون أكثر قدرة على إدارته.
الرئيس الأسبق باراك أوباما اختار مقاربة مختلفة عبر التحالف مع المقاتلين الأكراد لتحقيق هدف القضاء على تنظيم "داعش"، بينما أمر ترامب في ولايته الأولى بسحب الجنود الأميركيين تلبية لدعوات تركيا، قبل أن يتراجع تحت ضغط دولي ويُبقي قوة محدودة في سوريا.
يرى جوشوا لاندس، الخبير في الشأن السوري، أن الهدف الأميركي الأساسي كان دعم إسرائيل وإضعاف إيران وروسيا. ويعتبر أن هجمات المعارضة تصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل عبر ضرب "الهلال الشيعي" وتقليص نفوذ إيران. لكنه أشار إلى معضلة تواجهها واشنطن بشأن علاقتها مع الفصائل الإسلامية المعارضة والقوات الكردية.
رغم الانتقادات لعدم التحرك بشكل فعال، قدمت إدارة بايدن مساعدات إنسانية تجاوزت مليار دولار للنازحين السوريين العام الماضي. وتواصل الولايات المتحدة رفض أي إعادة إعمار تشارك فيها حكومة الأسد، دون محاسبة على الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشردت الملايين منذ 2011.
على الجانب الآخر، تصالحت دول عربية مع الأسد، معتبرة أن الحرب انتهت أو أصبحت مجمدة، فيما اتخذت دول غربية، مثل إيطاليا، موقفاً مغايراً بإعادة سفرائها إلى سوريا.
تجدد القتال في الأشهر الأخيرة دفع حوالي 50 ألف شخص للنزوح، وفق تقرير للأمم المتحدة. ومع اقتراب فصل الشتاء، تحذر نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "معهد الولايات المتحدة للسلام"، منى يعقوبيان، من أن الاحتياجات الإنسانية ستزداد، مشيرة إلى تساؤلات كبيرة حول إمكانية إعادة تشكيل المنطقة وهندستها الأمنية.
وكالات