حزب الله قادر على استهداف "نقطة ضعف" إسرائيل
2024-08-28 14:55:30
ألقى الظلام الذي خيم على إسرائيل في وقت سابق من هذا العام الضوء على مدى ضعف نظام الطاقة في الكيان، حيث انقطعت الكهرباء لساعات وظلت أحياء في تل أبيب ومدينة بتاح تكفا المجاورة ومدينة بئر السبع الجنوبية بدون كهرباء، بينما توقفت القطارات وأعدت الحكومة الإسرائيلية قوائم في آذار الماضي بالمعدات الأساسية اللازمة في حالة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.
وألقي اللوم في انقطاعات الكهرباء على سلسلة من "الأخطاء"، على الرغم من محاولة مجموعة قرصنة إيرانية بنسب الفضل لنفسها في هذا الفعل، ولكن أيا كان السبب، فقد أكد ذلك على "الهشاشة التي أبقت رؤساء الأمن القومي في البلاد مستيقظين في الليل لعقود من الزمن، كما تقول مجلة Politico الأميركية.
ويقول نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق تشاك فرايليتش لمجلة بوليتيكو أن، "تصاعد التوترات على الحدود مع لبنان قد يؤثر سلبًا على شبكة الكهرباء، حيث تبادل الطرفان هذا الأسبوع الضربات بشكل مكثف".
وقال فرايليتش: "إذا قرر حزب الله مهاجمة محطات الطاقة الإسرائيلية وغيرها من المواقع، فإن ذلك سيشكل مشكلة كبيرة لنا، فهم يمتلكون صواريخ دقيقة قادرة على استهداف البنية الأساسية المدنية، ومن الصعب إدارة الدولة بدون كهرباء وبدون أجهزة كمبيوتر".
تقول المجلة الأميركية إنه "في ظل قلة مواردها الطبيعية، ظلت إسرائيل تشعر بالقلق منذ فترة طويلة بشأن الطاقة. وتعمل حصة الأسد من محطات الطاقة لديها بالغاز، وكانت إحدى الأمور التي حققتها إسرائيل في السنوات الأخيرة تتمثل في فطام نفسها عن الواردات الأجنبية من الغاز بعد اكتشاف نحو ألف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي قبالة سواحلها، وهو ما يعادل نحو سبعين عاماً من استهلاكها الحالي".
وبحسب إيلاي ريتيج، الأستاذ المساعد في الجغرافيا السياسية للطاقة في جامعة بار إيلان في تل أبيب، فإن "الغاز يشكل أيضًا أداة دبلوماسية في مكافحة الجهود الرامية إلى عزل إسرائيل، حيث تشتري الدول المجاورة كميات ضخمة منه".
يقول ريتيج: "بالنسبة للأردن ومصر، سيكون من المستحيل مقاطعة إسرائيل في هذه المرحلة لأن إسرائيل، فهي التي تبقي على الأضواء مضاءة في عمان والقاهرة، وقد يقول البعض إن هذا خفف من حدة رد فعلهم وقيد قدرتهم على انتقاد إسرائيل في حربها على غزة".
وأضاف، "تعاني مصر بالفعل من انقطاع التيار الكهربائي ثلاث أو أربع مرات يوميًا، ويتم إنتاج حوالي 70٪ من الطاقة في الأردن بالغاز الإسرائيلي".
لكن يهدد الآن تصاعد الصراع مع حزب الله الوضع الراهن في المنطقة. فقد تم بالفعل إغلاق حقل تامار، أحد الاحتياطيات الثلاثة الرئيسية للغاز الطبيعي، مؤقتاً بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة نظراً لقربه من غزة، كما يقع حقل ليفياثان الأكبر حجماً بالقرب من الحدود الشمالية وقد يصبح هدفاً لهجمات صاروخية من حزب الله.
ويشير ريتيج إلى أن، "أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى تجنب حرب على جبهتين، ومواجهة حزب الله وحماس في نفس الوقت، هو أنها لا تستطيع أن تتحمل إغلاق حقلي تامار وليفيثان في نفس الوقت. إن إسرائيل لا تملك أي بديل للغاز، وإذا ضربت هذه الحقول فإنك بذلك تلحق الضرر بأصدقائك، وليس فقط بأعدائك، لذا فإن تعاون هذه الدول يشكل أيضاً مصدراً للردع".
وكالات