صدرت مؤخراً، عن "منشورات المتوسط – إيطاليا"، مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري نوري الجراح، حملت عنوان: " فِتْيَانٌ دِمَشْقِيُّونَ فِي نُزْهَةٍ".في هذا العمل الجديد «فتيان دمشقيون في نزهة» كما في أعماله المتأخرة يعثر صاحب «قارب إلى ليسبوس» و«لاحرب في طروادة» على المفتاح السحري لمدينة الشعر. قصائده تجمع بين الملحمي والإنشادي، وبين الدرامي والحكائي، وبين الأسطوري والتاريخي، ما يجعل من شعره مسرحاً للأصوات والوجوه والأقنعة، بلغة ثرية ومشرقة تختزن كثافة شعورية عالية، وتفيض بصور شعرية مبتكرة وتراكيب لغوية مدهشة، وإيقاعات رشيقة، لعلها أن تكون ذروة المنعطف الذي عرفته تجربة الشاعر في منجزه المتألق خلال العقد الأخير.هنا، في هذا الكتاب، تشغل دمشق من القصيدة خفقة القلب وآخر ما تريد العين أن ترى، فهي المدينة المفقودة، المدينة المعلقة، كما لغة الشاعر، «بين أرض لا سماء لها، وسماء بلا زورق»، تسافر إليها المخيلة ولا تستدعيها من الذاكرة، فهي تتلألأ لعينيه على أرض المستقبل، عبر مسرى ينوس بين زرقة البحر وسراب الصحراء.من الكتاب:
مَشَيْنَا على ظِلالِ قَامَاتِنَا، والأَغْلَالُ فِي الأيدي..
ومَرَرْنَا بالبَحْرِ يَنْهَضُ ويَصْرُخُ بِنَا.
كُنَّا فِتْيَةً عَائِدِيْن فِي مَرْكَبٍ، لما نَزَلْنَا ورأينا اليَابِسَةَ تَرْتَجِفُ
وخُيُولُ السَّاسَانِيِّين تَنْبُشُ الأَرْضَ..
تَلَفَّتْنَا ولمْ نَرَ البَحْرَ، وهَا نَحْنُ والبَحْرُ
فِي
الأَغْلال.
...الشاعر:
نوري الجراح: ولد في دمشق 1956 ويعيش في لندن منذ 1986. أصدر أول مجموعاته الشعرية بدءا من 1982. صدرت أعماله الشعرية في ثلاث مجلدات: 2+1 بيروت 2008، 3 بيروت 2022. وصدرت عن أعماله مؤلفات نقدية لعدد من النقاد العرب.تُرجمت أعماله الشعرية إلى: الفرنسية، الإسبانية، الإنكليزية، الألمانية، الهولندية، التركية، اليونانية، الفارسية، الإيطالية، الكورية.
حاز جائزة ماكس جاكوب الشعرية الفرنسية المرموقة عن كتابه "ابتسامة النائم - Le sourire du dormeur".