2024- 06 - 10   |   بحث في الموقع  
logo عملية جديدة لحزب الله.. هذه تفاصيلها! logo توقيف مروجي مخدرات.. هذا ما ضبط بحوزتهما! logo “القوات” لبري: الالتزام بالدستور هو الممر الوحيد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي logo باسيل والكتائب يساجلان فرنجية.. والقوات ترد على برّي logo خاص: مرجع سوري: عودة ال "سين سين" ستسهم في تفعيل العلاقات اللبنانية- السورية - حسان الحسن logo الموسوي يتحدّث عن سبب "عدم قدرة إسرائيل" شن حرب شاملة على لبنان logo "منفتحون على الجهود"... مسؤول إسرائيلي: التصعيد قد يكون وشيكاً في لبنان logo أخطر "مُشغّل" في قبضة الأمن العام!
صمت الأسد في القمة العربية.. والموالون: أفعاله ستفجر التاريخ!
2024-05-17 21:57:35

"طلتك نور وحضورك وهاج وصمتك أبلغ من الكلام"... كلها كلمات حضرت في احتفالات الموالين للنظام السوري بمشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة في البحرين، حتى لو لم يقدم فيها خطاباً مثل بقية القادة العرب الذين استمع لهم من دون إتحافهم (لحُسن حظهم) بخطبة عصماء على غرار ما يقدمه في مجلس الشعب أو بين الوزراء حيث ينال التصفيق وأبيات الشعر ومديحاً لا ينتهي.
ومن المذهل كيف يستطيع الموالون للنظام السوري والإعلام الرسمي على حد سواء، خلق نظريات مؤامرة في أبسط الأمور التي لا توجد فيها مساحة أصلاً للتفكير من أجل ابتكار سرديات بديلة. حيث تم تفسير صمت الأسد في وجه المنتقدين والساخرين، بأن القادة العرب أنفسهم الذين استضافوه، منعوه من الكلام كي لا يسلط الضوء بكلماته الأشبه بوحي سماوي، على مشاكل الشعب العربي وهمومه الحقيقية.ونشر الموالون في هذا السياق عبر "فايسبوك" و"إكس" مقطع فيديو سابقاً للأسد من القمة العربية العام 2002 قبل حرب العراق، يتحدث فيه عن الحرب الأميركية المحتملة حينها ضد نظام صدام حسين، ويدافع فيه برومانسية عن البلد "الجار" و"الشقيق" رغم الخلاف الطويل بين دمشق وبغداد، من دون الإشارة طبعاً إلى أن مرد ذلك الموقف كان مخاوف النظام حينها، من إمكانية أن يكون نظام الأسد تالياً في لائحة الجيش الأميركي، عطفاً على طبيعة النظام التي لا تختلف كثيراً عمّا كان في العراق.
الخطاب التاريخي للقائد #بشار_الأسد في قمة بيروت عام 2002 مدافعا شرس عن استقلال وسلامة #العراقواليوم في #قمة_البحرين تم منح 3 دقائق فقط لكل زعيم عربي هي فقط لحجب الخطابات النهضوية عن الشعوب.كم نحتاج لهكذا قادة استثنائيين يوقظون ضمير الشعوب العربية النائمة!#القمة_العربية_الـ33 pic.twitter.com/tuGCkzYgcm
— Hilmer ܗܝܠܡܪ ???????? (@HilmerQad) May 16, 2024
هذه "المؤامرة" لطالما تكررت في سوريا، وفي الإعلام الرسمي الذي درج على مهاجمة الدول العربية بقياداتها السياسية المختلفة، قبل الثورة السورية وبعدها، خصوصاً في التحليلات السياسية وفي مقالات الرأي في الصحف الرسمية، مع تقديم الأسد بصورة الرئيس المثالي ليس فقط لسوريا بل لأي دولة عربية، بسبب حكمته وصغر سنه مقارنة بالملوك والرؤساء الطاعنين في السن مطلع الألفية، وبسبب أنه يمثل الشعب العربي الحقيقي، لا المصالح الضيقة للنخبة الحاكمة، بشكل يجعل من لا يعرف واقع الحال، يتمنى بالفعل لو كان هذا الشخص مكتمل الصفات، رئيساً لبلاده، قبل إدراك الواقع المأسوي بنظرة صغيرة على السيرة الذاتية للأسد، والتي تضم كافة الانتهاكات التي يعتبر مسؤولاً شخصياً عنها، قبل الثورة وبعدها، من القتل الجماعي إلى التعذيب والمعتقلات سيئة السمعة وسياسات التضييق على المعارضة والمستقلين والأفراد، وغير ذلك مما تفصله المنظمات الحقوقية المستقلة.وبحسب صحيفة "تشرين" الحكومية، لم يُلقِ الأسد كلمة خلال القمة "انطلاقاً من ثبات الرؤية السورية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة، إذ سبق أن حدد سيادته وعلى مدى سنوات عديدة رؤيته لمختلف القضايا العربية" بوصفها "الرؤية الوحيدة القادرة على تحقيق المصالح العربية"، فيما أعادت الصحيفة في خبر آخر نشر نص كلمة الأسد في القمة السابقة في مدينة جدة السعودية، العام الماضي!ومن غير الممكن اليوم تخيل إقدام النظام السوري على مغامرات عسكرية أو سياسية أو تنافسية، إزاء "الدول العربية الشقيقة"، خصوصاً تلك التي باتت تتفوق على سوريا في كافة الميادين، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، ولا حتى ضد دول الجوار. لكن الرواسب البعثية في الإعلام السوري وفي لغة المثقفين المرتبطين بالسلطة، تبقى حاضرة، عبر تصوير الأسد على أنه القائد الأوحد الذي يجب أن يحكم العالم العربي، حتى لو كان بشكل غير مباشر عبر التأثير في القادة الآخرين من خلف الكواليس!لا يتوقف الموالون طبعاً عند هذا الحد، بل يبالغون في إظهار ولائهم كالمعتاد، مع اتجاه الفئة الأكثر راديكالية بينهم للقول أن الأسد اختار الصمت بدلاً من مخاطبة "مجموعة من الفاشلين" حسب توصيف المستشار السابق في وزارة الإعلام مضر إبراهيم، لأن الأسد ليس هاوي خطابات، بل صانعاً للأحداث ومفجراً لأفعال تصنع التاريخ. وذلك دقيق نوعاً ما إذا كان الحديث عن البراميل المتفجرة التي كان جيش النظام السوري يقصف بها المدنيين طوال سنوات في سوريا من أجل إخماد الثورة التي طالبت بالحرية والديموقراطية قبل أن تتم مواجهتها بالحل الأمني وسياسة الأرض المحروقة.طبعاً، لا يقصد الموالون ذلك. خصوصاً أنهم ينكرون حصول أي انتهاكات خلال "الحرب على الإرهاب"، بل يعمدون إلى خلق صورة للأسد على أنه رصين وهادئ ومفكر ويقدم سياسة لا تبالي بالدبلوماسية الشكلية بقدر ما يبالي بصنع القرارات مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يحكم دولة مركزية ذات أهمية كبيرة في المنطقة والعالم والكَون، ما يجعل الدول من كل حدب وصوب تتهافت عليه طلباً لرضاه وصداقته ومشورته، خصوصاً في الجلسات المغلقة وليس أمام الكاميرات وعلى الهواء مباشرة.وليس واضحاً ما هي الأفعال المنتظرة من صمت الأسد، تحديداً ما يخص حرب غزة التي ركز عليها الإعلام المحلي بوصفها "قضية العرب المركزية". لكن النظر إلى أفعال الأسد محلياً على سبيل المثال طوال فترة حكمه ربما تعطي لمحة عما يمكن تأمله، حيث تقبع البلاد في المراكز الأخيرة ضمن مؤشرات الفساد والشفافية وحرية الصحافة وجودة الحياة والأمن الغذائي ومعدلات الفقر والإحساس بالسعادة والأمان وغلاء الأسعار ومستويات التضخم، وغيرها.ومن الواضح بعد 24 عاماً في السلطة أن الأسد لا يفعل شيئاً إلا لصالحه الخاص، حيث راكم ثروات طائلة بمليارات الدولارات، تقدرها وزارة الخارجية الأميركية في مذكرة موجهة إلى الكونغرس العام 2022، بين مليار وملياري دولار أميركي، رغم أنه من الصعب تحديد الرقم بدقة لأن الأسد وأفراد عائلته يعتمدون على أصول وممتلكات منتشرة ومخبأة في العديد من الحسابات والمحافظ العقارية والشركات والملاذات الضريبية الخارجية.لكن، في الإعلام الرسمي وفي خطاب مواليه عبر مواقع التواصل، بمناسبة القمة العربية ومن دونها، يتم استخدام تكتيكات التلاعب الإعلامي الكلاسيكية، لترسيخ سردية محددة، ويشمل ذلك الاستخدام الانتقائي للصور التي يظهر فيها الأسد شامخاً ومركزياً في الوسط، من دون إظهار وجهه الممتعض طوال أحداث القمة، مع تضخيم الأصوات المؤيدة له، وقمع وتجاهل الآراء المعارضة في الإعلام الرسمي "الرصين" والسخرية منها في مواقع التواصل "الكاجوال".ويتم استخدام صمت الأسد اليوم للحديث عن حكمته، مثلما كان ذلك الصمت نفسه أو النظرة الثاقبة أو الخطابات المزلزلة، في السابق، منطلقاً لحديث الإعلام الرسمي عن الأسد كشخصية بطولية وقفت ضد التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية وانتصرت على الإرهاب والمؤامرة الكونية، وغيرها من المصاعب والمشاق، من دون الإشارة للكيفية التي تمت بها تلك "الانتصارات" والتي تشمل مأساة إنسانية في سوريا، هي الأسوأ على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية بحسب الأمم المتحدة.وإن باتت تلك الصورة غير قابلة للتصديق بعد الثورة في البلاد، فإن الخطاب الرسمي والشعبي الموالي للنظام يبقى محافظاً عليها لأنه لا بديل فكرياً ولا إطار سياسياً لتقديم ما هو مختلف، كما أن التنازل عن رمزية الأسد تعني استسلاماً وهزيمة في الفكر الموالي الذي يدرك أنه لا يمكن أن يخدع السوريين العاديين في مناطق النظام أو المعارضين في الخارج، وتخلق تلك الديناميكية مزيداً من الحدة في تقديم الدعاية الرسمية، بشكل يجعلها أكثر إثارة للسخرية، ضمن حلقة مغلقة من التأثير.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top