أشار البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال القداس الإلهي في بكركي، إلى انه "في اليوم العالمي الثامن والخمسين لوسائل التواصل الاجتماعي، أدعو إلى التعاون مع هذا التقدم التكنولوجي السريع، ومقاربته بقلب ينبض بالحياة ويرفض الفساد". واعتبر الراعي أن "الذين يعرقلون انتخاب رئيس لا يريدون رئيساً لأنهم يستفيدون من غيابه"، معتبراً أن "الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس، وكذلك حلّ ملف النازحين السوريين وضرورة عودتهم الآمنة". وأسف الراعي لعدم تعاون الدول الأوروبية مع لبنان لحل مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، "لأن هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسية في سوريا".
وقال الراعي في عظته: "إنّ محور العمل السياسيّ هو هذا الشخص البشريّ. من أجله تتكوّن السلطة المنظَّمة في الدولة، لتكون دولة الحقّ والعدالة التي تؤمِّن للمواطنين حقوقهم الأساسيّة، وتطالبهم بواجباتهم. ومن أجله ينتظم الاقتصاد ليعيش المواطنون بكفاية. ومن أجله يشرّع المجلس النيابيّ ويحاسب ويسائل الحكومة المسؤولة عن السلطة الإجرائيّة. ويبدو أنّ الذين يعرقلون انتخاب رئيس للجمهوريّة، لا يريدون بالحقيقة رئيسًا للبلاد لأنّهم يستفيدون من غيابه سعيًا لمزيد من نفوذهم وتلاعبهم بالشعب ومصيره وبالدستور "وقدسيّته". فلا تتلهّوا، أيّها السادة، بأمور أخرى لحجب النظر عن الضرورة الأساسيّة والحيويّة للبنان، أي انتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي يستعيد المجلس النيابي صلاحيّاته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها وفقًا للدستور".
وختم الراعي: "إنّ الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضًا قضيّة النازحين السوريّين، وأولئك المتواجدين لا شرعيًّا على الأرض اللبنانيّة وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سوريا، وهي تفوق بكثير مساحة لبنان. وإنّا لنأسف لعدم تعاون الدول الأوروبيّة والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم، فيحمّلون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنّهم يهيّئون مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها".عودة: قوى الشر والفسادمن جهته قال ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة: "كما شك توما بقيامة الرب كثيرون يشكون بقدرة لبنان على النهوض. إن قوى الشر والفساد والضلال لن تقوى عليه وإن بدت أنها الأقوى، وأنها غلبت المتشبثين بالحق والخير، لأن الباطل سيُسحق والشر سيُغلب، وهذا الليل الذي طال سينجلي ما دام هناك نساء ورجال شرفاء، يعملون من أجل إنقاذه من براثن الفساد والشر المعششين في بعض القلوب المظلمة، التي عملت طيلة سنوات على استنزافه، واستغلال طاقاته، ونهب ثرواته، وإفراغه من دوره ومن أبنائه، معرقلة انتخاب رئيس ومعطلة عمل المؤسسات. لكن الغلبة دوما للحق، والرب القدير الذي غلب الموت وداس الجحيم وأقام الموتى إلى حياة جديدة سيقيم لبنان من سقطته بفضل المؤمنين من أبنائه، ذوي النفوس الكبيرة والقلوب الرحيمة، المتشبثين به والعاملين على تطبيق دستوره، وصون حدوده وحماية أبنائه، الناشرين مفاهيم السلام والعدالة والمساواة والأخوة".