أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب التركية المعارضة، أوزغور أوزال على رفض سياسات التهجير التي انتهجها النظام السوري ضد السوريين التي دفعتهم للجوء إلى تركيا، معرباً في الوقت ذاته عن استعداده للتصالح مع النظام.وقال أوزال خلال فعالية نظمتها جمعيات معنية باللغة التركية، إن دفاعه عن التفاوض مع الأسد وعن السلام في سوريا نابع من سياسة أتاتورك التي تعتمد على 3 دعائم رئيسية هي عدم التدخل في شؤون الجيران الداخلية، واحترام وحدة أراضي الدول المجاورة، وعدم التعامل مع العناصر غير الحكومية فيها.وانتقد سياسة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا حول تعامله مع الحرب في سوريا قائلاً: "كيف يمكن أن ندعم الصلاة في الجامع الأموي؟ وكيف يمكننا قبول الاتفاقيات مع روسيا وأميركا للدوريات المشتركة في سوريا؟ وأنا أعارض تماماً كل ما أدى إلى تدفق أربعة إلى خمسة ملايين لاجئ إلى تركيا بسبب السياسات الخاطئة".وفي الوقت عينه، أكد أوزال بأنه لا يستطيع معاداة طفل سوري لجأ إلى تركيا، وشدد على رفضه سياسات التهجير التي انتهجها النظام السوري ضد السوريين التي أدّت إلى تدفقهم كلاجئين إلى تركيا.كما انتقد اتفاقية تركيا مع أوروبا لإعادة قبول اللاجئين السوريين ووصفها بأنها "واحدة من أكثر الاتفاقيات المخزية في التاريخ".وتعهد أوزال بتحقيق السلام في سوريا وتمكين السوريين من العودة إلى وطنهم بكرامة خلال "عهد حزب الشعب الجمهوري"، مؤكداً أن الحل هو "بالتعاون الدولي لجعل سوريا مكاناً صالحاً للعيش مرة أخرى، وليس في استخدام اللاجئين كأدوات سياسية".ويُظهر موقف رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب التركية المعارضة، تغيراً لافتاً في خطاب المعارضة تجاه وجود اللاجئين السوريين في البلاد، والذي كان يعتمد في السابق، على عهد الرئيس السابق للحزب كمال كليتشدار أوغلو، على التحريض على طردهم من البلاد لا سيما خلال فترة الانتخابات الرئاسية في البلاد.وفي وقت سابق، انتقد أوزال رؤساء البلديات التركية التابعة لحزبه لاستهدافهم السوريين في خطاباتهم وتضييق الخناق عليهم، واعتبر أن "الشعبوية لا تفيدنا في شيء، وأن هذه التصريحات لا تتوافق بشكل كبير مع الخط العام للحزب".ودعا كذلك للتفاوض مع الأسد بمشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتوفير فرص عمل وطعام وسكن للسوريين لتأمين عودتهم إلى بلادهم، وعدم الاكتفاء بتوفير المنازل التقليدية من الطوب، كما دعا لتقديم امتيازات إلى مليون ونصف المليون طفل سوري ولدوا في تركيا، تشمل الأولوية في القبول الجامعي، ودخولهم تركيا دون تأشيرة دخول.وكان أوزال قد وصف السوريين ب"المحتلين" و"الغزاة"، قبل أن ينقلب خطابه الذي وصف من قبل البعض بأنه يندرج ضمن "التغيير البراغماتي وفق مصلحة الحزب وليس نابعاً من مبادئ وإيديولوجيات".