2024- 05 - 25   |   بحث في الموقع  
logo اللواء ابراهيم: 25 ايار عيدنا نصرنا وعزنا logo المرتضى رعى مهرجانا في طرابلس: المدينة مصرة على تغيير الواقع نحو الافضل logo بشأن مروحية مرافقيه... بوتين يكشف "المستور" حول مقتل رئيسي logo في محكمة العدل الدولية... "عزلة إسرائيل" تتزايد! logo بعد قرار "العدل الدوليّة"... بيان من "الخارجية" logo بثت صور 4 إسرائيليين أُسروا منذ 10 سنوات... القسام تحذّر من مصير أسرى 7 أكتوبر (فيديو) logo بالصورة: مقتل شخص جراء إنفجار عبوة ناسفة بسيارته في المزة logo "هجوم عنيف" على هاليفي خلال اجتماع الكابينت
سيرة سوريّ عائد من لبنان إلى... أحضان الأسد
2024-05-11 16:25:41


"في التاسع من أيار الجاري، وعند حاجزٍ أمنيّ في مدينة حمص، لقي الشاب السّوريّ محمود ربيع حسنة، مصرعه، برصاص قوات الأسد، وهو متجهٌ نحو الشمال السّوريّ".
خبرٌ قد يبدو للوهلة الأولى، نمطيّ، في بلدٍ عاش مآلات الاستباحة المستمرة لأراضيه وسكّانه طوال السّنوات الثلاثة عشرة الأخيرة (وما قبلها طبعًا بسياسات العقاب المنهجيّ لهذه القوات). خبرٌ قد يبدو هامشيّ بموازاة آلاف الحالات الّتي قُتل فيها مواطنو سوريا ولبنان – في أزمان الاحتلال السّوريّ –، بنفس الطريقة. خبرٌ سوف يمرّ من دون أن يكون له أي أثر ولو مجهريّ على المشهد السّوريّ المتململ، ولا على خريطة السّيطرة العسكريّة في سوريا وتوزع النفوذ السّياسيّ فيها. لكنه بالمقابل، يحمل بُعدًا آخر، يتصل مباشرةً بلبنان الرسميّ وبسياساته والرؤى الّتي اعتمدها مؤخرًا في صدّد بحثه في قضيّة اللجوء السّوريّ (راجع "المدن"). فالشاب الذي قُتل عند حاجزٍ أمنيّ، قد تمّ ترحيله قبل يومٍ واحد على مصرعه، من لبنان، هو وثلاثون شخصًا، على متن حملة الترحيل القسريّ للاجئين من لبنان الأخيرة، المنطلقة منذ نحو السنة ونيف.
قتل بعد الترحيلوفي التفاصيل، وبحسب رواية الأهل، فإن الشاب حسنة (27 عامًا) يتحدر من مدينة حلب السّوريّة، متأهل ولديه ثلاثة أطفال، وقد استقر الشاب وذووه في طرابلس منذ العام 2012 وهم من المسجلين في المفوضيّة السّامية لشؤون اللاجئين (أي من حملة صفة اللجوء)، وقد اعتقل مدّة في السّجون اللّبنانيّة، ليُتخذ لاحقًا قرار ترحيله من قبل الأمن العام اللّبنانيّ – هذا القرار المرتبط بتوجه لبنان نحو ترحيل السّجناء السّوريّين من لبنان -، وسلمه الأمن اللّبنانيّ للفرقة الرابعة عند معبر المصنع الحدوديّ، ذلك بتاريخ 8 أيار الجاري، لكن قوات الأسد وبحكم أنها لم تُصدر أي مذكرة جنائيّة أو قضائيّة بحقّ الشاب السّوريّ المرحّل، أطلقت سراحه فورًا، وسلّمته تبليغًا بالالتحاق إلى الخدمة الإلزاميّة في صفوف الجيش السّوريّ خلال 15 يومًا.
وللتهرب من الخدمة الإلزاميّة، توارى الشاب عن الأنظار لحظة إطلاق سراحه، وحاول في اليوم الثاني، السّفر من دمشق إلى الشمال السّوريّ ( شماليّ شرق سوريا: منطقة سيطرة "الجيش الوطنيّ" السّوريّ، والإدارة الذاتيّة لقوات سوريا الديمقراطيّة)، وذلك عبر حمص الّتي يسيطر عليها النظام حاليًّا، لكن حاجزًا لقوات الأسد باغت سيارة التهريب الّتي كان يستقلها الشاب، وطلب منهم الوقوف، وخوفًا من الاعتقال لم يمتثل سائق السّيارة لأوامر الحاجز ولاذوا بالفرار، فما كان من الحاجز سوى إطلاق النار مما أدّى إلى إصابة حسنة بجروحٍ أدّت إلى وفاته لحظتها. ويُذكر أن حسنة هو واحدٌ من ثلاثين شخصا سلمهم الأمن العام اللّبنانيّ لقوات الأسد، وذكرت المصادر الحقوقيّة، أنّه لا يوجد أي خبر عن هؤلاء ولا مصيرهم في الداخل السّوريّ حتّى اللحظة، مع العلم أن غالبيتهم من الشباب وخاضعين للتجنيد الإلزاميّ وعلى البعض الآخر مذكرات قضائيّة (لمشاركتهم في نشاطات المعارضة..).
وقد علمت "المدن" من ذوي وأصدقاء الشاب، المفجوعين، أن العزاء له أقيم في المناطق الّتي يسكنها هؤلاء في لبنان وسوريا، وفضلوا عدم التصريح بغير ذلك في الوقت الراهن. وحاولت "المدن" التواصل أيضًا مع مديريّة الأمن العام اللّبنانيّ من دون الحصول على أي تصريح..
سيرة الشباب السّوريّوما سيرة الشاب حسنة، سوى اختصار لسيرة الشباب السّوريّ في لبنان وسائر دول اللجوء، الذين يُحتم عليهم العودة قسرًا إلى "موطنهم الأصليّ"، بذريعة أنّه أصبح آمنًا لاستقبالهم.
واليوم وبينما يتدافع السّاسة والدبلوماسيون في لبنان وأوروبا لطرح مطلب إعادة تقييم الوضع الأمنيّ في سوريا، بتذاكٍ، لعلّهم بذلك يحققون طموحاتهم في عودة اللاجئين، يتناسى هؤلاء المصير الحتميّ للشباب السوري في أحضان الأسد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top