2024- 05 - 15   |   بحث في الموقع  
logo جلسة النّازحين تُعقد على وقع رفض المجتمع الدّولي عودتهم.. عبدالكافي الصمد logo تناحر "أمني" يسبق التسوية logo برسم وزير الطاقة logo فتح البحر... الخرطوشة الأخيرة؟ logo شبح "اللائحة الرمادية" يهدد لبنان logo حزب الله "يزفّ" شهيداً جديداً logo اسرائيل تزعم القضاء على قيادي "بارز" في حزب الله! (فيديو) logo “غارة صور”.. من هم المستهدفين؟
لا عزاء للكاتب والكتاب العربي
2024-04-29 14:25:49

يعاني الكتاب العربي من مسألة الترويج. وهناك الكثير من الكتب الجيدة التي تصدر، ولا تلقى الاهتمام. الأسباب متعددة، لكن أحدها هو تراجع دور معارض الكتب، التي صارت تكرر بعضها من جهة، ومن جهة أخرى، انتقلت إليها كل أمراض الثقافة العربية، ومنها الشللية، التي تقرّب الأصدقاء والأصحاب، وتبعد الآخرين، خصوصاً الذين يتمتعون باستقلالية رأي وحس نقدي لم يتلوث بالرداءة. ورغم أنه يفترض أن تكون هذه الفضاءات مفتوحة أمام كل دور النشر والكتّاب الذين تصدر لهم كتب جديدة، فإنها تحولت إلى فرصة للسفر والسياحة والعلاقات الزبونية على حساب الثقافة، ولذلك يسقط الكثير من الكتب الجديدة الجيدة من الحساب، ولا يحظى بحقه من الترويج في هذا السوق الثقافي الذي له خصوصياته. ويجدر التنويه إلى أن الكتب المزعجة يتم استبعادها، ومنعها من العرض وحتى التوزيع، سواء الصادرة داخل البلد المعني أو خارجه، وتصل المسألة إلى حد الفضيحة في بعض الأحيان، فلا تُدعى دور نشر ذات حضور أساسي في المشهد الثقافي، بفضل نجاحها، مثلما حصل في معرض تونس الأخير للكتاب، حيث تقرر عدم دعوة "دار المتوسط" التي يديرها الشاعر خالد الناصري، والأخير عّلق في منشور في فايسبوك يقول: "رغم أن المتوسط دار نشر تعمل بين اللغتين الإيطالية والعربية، وحتى لو أن إيطاليا هي ضيف الشرف في معرض تونس الدولي للكتاب، وحتى لو المتوسط هي أكثر من يترجم الأدب الإيطالي إلى العربية، وحتى لو أن المتوسط اختارت الأدب التونسي لترجمته الى الإيطالية ضمن مشروعها Link مع الاتحاد الأوروبي، وصدر منه أول كتاب (لمياء المقدم) مع الشريك الإيطالي إيموزه.. وحتى وحتى وحتى، لكن المتوسط غير مشاركة في معرض تونس ولم تدع للمشاركة لا هي ولا أنا ولا حتى اتصال ولا حتى مثقال".ثمة معارض سنوية في بعض الدول العربية تدوم قرابة أسبوع، ولا أحد يسمع عنها، وهذا يتكرر منذ سنوات. ورغم النفقات المالية الكبيرة، لم يعمل القائمون عليها لجعلها مُجدية. ينفقون عليها بسخاء من أجل تسجيل الحضور فقط. وهناك معارض أخرى لا تتمتع بإمكانات مالية، مثل معرض بيروت، لكنها ما زالت تحتفظ بالحضور، بسبب إدراك دَور المعرض كملتقى مهني.لا تتم دعوة الكتّاب أو دور النشر للمشاركة في المعارض، حسبما تقتضيه القواعد المهنية، بل على أساس تبادل المنافع، ولذلك نجد الكتلة نفسها من الكتّاب، تتحرك بين المعارض من أبوظبي إلى الشارقة والقاهرة والرباط، وهذا أمر يتكرر منذ سنوات، ولم يحصل أن تم اختراق هذا الجدار، وفتح المجال أمام كتّاب آخرين، يصدرون الكتب، ولديهم ما يقولونه عنها في هكذا مناسبة المفروض أن إحدى وظائفها هي الترويج للكتب الجديدة ذات القيمة النوعية. هذا الأمر لا يحتاج إلى جهد كبير من أجل تفسيره، وأسبابه صارت مفهومة، فهي إما نابعة من مواقف السلطات الرسمية السلبي من كتاب أو كاتب أو دار نشر، أو بسبب العصابات الثقافية القائمة على تبادل المصالح. وهي تُقصي كل من لا يسير معها، أو يجاملها، أو يقدم لها منفعة ما. وهذا الخلل ينسحب إلى حد كبير على بعض الجوائز الأدبية، التي تلعب الصداقات دوراً مهماً في منحها لكاتب أو منعها عن آخر، بغض النظر عن قيمة الكتاب، وشهدنا في الأعوام الأخيرة استبعاد رويات جيدة، والاحتفاء بروايات عادية، ضمن مسابقات تعد نفسها فوق الشبهات.هناك رأي يعارض فكرة أن تلعب المعارض دوراً في ترويج الكتاب، وعلى الكتاب أن يشق طريقه بنفسه. ويرى أصحاب هذا الرأي أن يتم تحويل المعارض إلى أسواق للنشر فقط، كما هو الأمر في المعارض الغربية الكبرى مثل فرانكفورت ولندن، التي يحتل فيها بيع وشراء الحقوق المساحة الأكبر. وهذا أمر وجيه، لكن منطق السوق يقوم على الترويج للسلعة أيضاً، والكتاب سلعة، إن لم يتم تسويقها على نحو جيد، تبقى مرمية في مكانها حتى تتعفن، وقد يتخلص منها الناشر، ويبيعها بالكيلو إلى أصحاب محلات صندويش الفلافل، بسبب ضيق المكان. أما بخصوص النقطة الثانية، فليس في وسع الكتاب أن يفرض نفسه من دون دعاية وإعلام. إن لم تتكفل دور النشر بتوزيع الكتاب على الصحافة، مرفقاً بخبر موسع، فإن غالبية المحررين الثقافيين، لا يبادرون إلى شراء الكتب من أجل الكتابة عنها، وقلة من بينهم تفعل ذلك، وهؤلاء يشترون عادة كتباً محددة، ويقرأونها ثم يكتبون عنها، والملاحظ أن هناك فئة من المثابرين على الكتابة عن الكتب بانتظام، هم من غير العاملين في الصحف، وهؤلاء يقومون بدور جيد، ويمكن الاعتداد برأي بعضهم.مسألة ترويج الكتاب تقع على دار النشر التي تتولى طباعته، وإحدى المهام التي يجب أن تقوم بها هو أن تعتمد معارض الكتب كفضاء، من أجل تسهيل وصول كتابها إلى القارئ، لكن نادراً ما تقدم دور نشر عربية هذه الخدمة حسب المواصفات المهنية، لأنها مُكلِفة وتتم على حساب الأرباح التي تجنيها من الكتاب. وإذا صودف وجود الكاتب خلال فترة معرض الكتاب، يمكن أن تفكر بإقامة حفلة توقيع، وما غير ذلك ليس وارداً، بل تطلب دور نشر من الكاتب نفسه والصحافي الذي يطلب الكتاب أن يسدد حتى أجور البريد. وهذا من حقها في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب أسعار النقل.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top