قالت هيئة البث الإسرائيلية الإثنين إن الجيش الإسرائيلي يوسع بشكل كبير المنطقة الآمنة في قطاع غزة بغية التمهيد للعملية العسكرية البرية المزمع شنها في مدينة رفح جنوبي القطاع.وأشارت الهيئة إلى أن هذه المنطقة "ستمتد من المواصي وحتى النصيرات حيث بإمكان هذا الحيز استيعاب قرابة مليون نازح، كما أقيمت فيه 5 مستشفيات ميدانية".ترافق هذا الإجراء وفق الهيئة وحسب إعلان الجيش الإسرائيلي، مع إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية ليصل حجمها إلى 500 شاحنة تدخل قطاع غزة يومياً.من جانبها، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الاثنين بأن تل أبيب تقوم في الأسبوع الأخير باتخاذ خطوات أولية عشية احتمال اجتياح عسكري لرفح بعد أكثر من شهرين من التهديدات العلنية، وقالت إن حجم العملية العسكرية هناك لم يتضح بعد.وكان الجيش الإسرائيلي قد جند في الأيام الأخيرة لواءي احتياط ليحلا مكان القوات الموجودة عند الممر الذي يقسم قطاع غزة إلى جنوب وشمال، وبالتالي تسريح اللواءين النظاميين: لواء "ناحل" ولواء المدرعات 401، لتحضيرهما لاجتياح رفح. وأشارت "هآرتس" إلى أن الاستعدادات التي يجريها الجانب المصري في منطقة الحدود مع القطاع بالإضافة إلى سلسلة التسريبات من القاهرة، تشير إلى توقعات المصريين ببدء العملية العسكرية في رفح قريباً.وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعد الأحد بزيادة "الضغط العسكري" على حركة حماس، وقال: "سنوجه ضربات إضافية ومؤلمة. في الأيام المقبلة سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس، لأن هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الأسرى".وفي اليوم نفسه أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن رئيس هيئة الأركان صدّق على خطط لاستمرار العمليات في الجبهة الجنوبية بقطاع غزة، بعد أسابيع من الحديث عن خطة بشأن اقتحام مدينة رفح الحدودية مع مصر. تحذير فلسطينيووسط الحديث عن اقتراب موعد اجتياح رفح، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الاثنين من إقدام الجيش الإسرائيلي على دخول المدينة التي تأوي أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ من مناطق أخرى في قطاع غزة، واعتبر أن موقف الولايات المتحدة بشأن الاجتياح مخادع و"المقاومة مستعدة على الأرض". وعلق هنية على التصريحات الإسرائيلية بشأن قرب اجتياح مدينة رفح، قائلاً: "من الواضح جداً أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور".وأكد أن "كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأميركية وبالغطاء السياسي الأميركي"، موضحاً أنه "حينما تتخذ واشنطن قرار فيتو ضد اعتبار دولة فلسطين عضواً كامل العضوية بالأمم المتحدة يعني ذلك أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني".وأَضاف: "لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع وما يسمى تبادل الوظائف بين الأميركيين والإسرائيليين..نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني".ودعا هنية "جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة إلى التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".كما حذر هنية قائلاً: "إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضاً مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان وتحمي نفسها وشعبها".