سواء في فصل مثل "عرب وعجم" أو "الدين والحياة" أو "السينما الإيرانية"، تبدو فصول كتاب "عربية في إيران" الصار مؤخراً عن دار الساقي مثيرة للفضول.الكتاب من تأليف الناقدة السينمائية والكاتبة السورية المقيمة في فرنسا، ندى الأزهري. عاشت المؤلفة أربع سنوات في إيران، وزارتها مرات عديدة قبل الإقامة وبعدها. وهي هنا تسجل ما صادفها من أحداث وما سمعته من أقوال، ليس في طهران وحدها بل في مدن أخرى كبيرة وصغيرة تنقلت فيها. إنها تحكي عن هؤلاء الإيرانيين الذين لا نعرفهم، كما تقول، هؤلاء الذين نقابلهم في المنتزهات والشوارع والمتاحف والزيارات وسيارات الأجرة، أولئك الذين ليسوا سياسيين ولا نجوم سينما ولا معارضين مشهورين...محاولة اقتراب من الشخصية الإيرانية، العسيرة على الفهم بالنسبة لكثيرين، واقتراب من خصائص في المجتمع الإيراني، علاقاته، آدابه وفنونه، السينما منها على وجه الخصوص لما لتلك من مكانة لدى الكاتبة الناقدة السينمائية. وهي لهذا ترفق عنوان كل فصل بعنوان فيلم سينمائي يوحي بالآتي. فمع "البدايات"، هناك "دماء وذهب" عنوان فيلم لجعفر بناهي، ومع "عرب وعجم" يأتي "أين منزل الصديق" لعباس كياروستمي كسؤال تائهين عن اللقاء، أما "من أجل الحرية" لحسين ترابي فمناسب لمرافقة فصل عن الانتخابات الإيرانية وأحداثها، ويعبّر عن فصل "سياسة وناس" والعلاقة الشائكة بين شعب ونظام فيلم "عائلة محترمة" لمسعود بخشي، أما أكثر العناوين تعبيرا فلعله "عظاءة" كمال تبريزي لتكون مقدمة فصل "الدين والحياة" الذي يبدي نظرة الإيرانيين للدين وطقوسهم فيه.نظرة متنوعة لإيران التي أحبتها الكاتبة والتي " ما زالت هنا" (في القلب)، كما تقول في الفصل الأخير.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
