2024- 11 - 10   |   بحث في الموقع  
logo إسرائيل: "تقدم في المحادثات".. وميقاتي: لسلطة الدولة وحدها logo راحة بعد الهزيمة... أول صور لهاريس بعد فوز ترامب logo إضراب تحذيري لـ"موظفي الإدارة العامة" احتجاجًا على قرارات الحكومة logo إشكال بين النازحين في ثانوية عاليه.. والبلدية توضح logo موظفو الإدارة العامة يعلنون التوقف عن العمل logo هرجٌ ومرجٌ في أحد مراكز الإيواء... بالفيديو: إشكالٌ بين النازحين وإطلاق نار! logo الجيش الإسرائيلي يطمئن سكان الشمال: لا حاجة لاتفاق مع حزب الله للعودة logo "لم نهزم"... بري: لم أتلقَ أي اتصال بشأن زيارة جديدة لهوكشتاين
أكثر ما يخشاه اللبنانيون: أن يصيروا هم "اللاجئين"
2024-04-18 15:26:21


ربما الحرب هي سؤال اللبنانيين الأول. وقد يليه، ذاك الشعور اليومي بخطر الانهيار الأمني، وباحتمال الصدامات المسلحة المفاجئة. أيضاً، كابوس الانهيار الاقتصادي الذي تراجع عن مقدمة وساوس اللبنانيين، لم يختفِ تماماً. إنه الشبح الذي قد يعاود الظهور في أي لحظة. وفي الآونة الأخيرة، ما يقلق اللبنانيين هو تواتر جرائم القتل والسرقة، وبالأخص العمليات اللصوصية التي تستهدف حفنة الأموال المخبأة في المنازل.ينجم عن كل هذا غياب أي رغبة بالتسكع والخروج، غياب أي طمأنينة أثناء التجول على الطرق وفي الأماكن العامة. الليل بات زمناً للريبة والتوجس. والنهار صار مضغوطاً بالتوتر والحذر.
بعضهم "ينتظر" الحرب الآتية من الجنوب بخطط هروب أو تدبير أماكن آمنة. البعض الآخر يقلق أكثر من سيناريوهات حرب أهلية وفوضى انفلات الرعاع. كذلك، يستعد آخرون لمخرج طوارئ عبر السفر أو الانتقال نحو أرياف وبلدات الشمال مثلاً.في الأثناء، وعلى مثال ليلة الضربة الإيرانية، يحتاط اللبنانيون بتخزين الوقود، إدخار المال قدر الإمكان، المرور على الصيدليات لتأمين كمية احتياطية من الأدوية الضرورية، شراء حاجيات الأطفال والرضع بما يكفي لبضعة أشهر. تموين المنزل بالمواد الغذائية والمعلبات والبطاريات..إلخ.
الصحة النفسية للبنانيين في أسوأ حالاتها.
وفي الأثناء أيضاً، المجهول السياسي يحتل الفضاء. الدولة الخاوية والاستعصاء التام وتبدد النظام. الفراغ يتمدد ليأكل المستقبل بأكمله. اللايقين بل أشد احتمالات التشاؤم يلتهم مخيلة اللبنانيين ويحيلهم إلى كائنات متخبطة فاقدة القدرة على التحكم بمصيرها.ربما هذا ما يفسر سرعة فقدانهم لأعصابهم، لانفجار غضبهم بغتة لأتفه سبب. بل ربما هذا ما يفسر ازدياد عدوانيتهم تجاه الضعفاء بينهم، بالأخص تجاه اللاجئين السوريين. وعلى الأرجح، إذ يطالبون ويرغبون بطرد السوريين، كل السوريين من لبنان، إنما لا يريدون رؤية أي صورة حية لحال اللجوء والنزوح وما في ذلك من مهانة معنوية قاسية. وتعمل السلطة القائمة بكثير من الحنكة والخبث على تأجيج تلك الكراهية تجاه السوريين كتنفيس لكل الاحتقانات، وتغييبٍ لكل الإخفاقات وتمويهاً للعجز والفشل. فمن من اللبنانيين اليوم يضع في سلّم اهتماماته الفساد والفجور السياسي-المالي الذي ثار عليه قبل خمس سنوات؟ لا أحد تقريباً.
في دواخلهم يشعرون أنهم على بعد شعرة واحدة من أن يكونوا هم اللاجئين الجدد. ولهذا السبب أيضاً، يشيحون بنظرهم عن وجود نحو مئة ألف نازح في الجنوب. وقد تتطور الأمور في أي يوم ليصيروا بمئات الآلاف، ثم يأتي الدور على معظم سكان البلد.خوف عميق في نفوس اللبنانيين من أن تميد الأرض تحتهم، أن يحملوا متاعهم ويهجروا منازلهم، وهم الذين أُفقروا وخسروا ودائعهم واستنفدت احتياطاتهم. خوف تضاعف منذ بات بلدهم معزولاً ومحاصراً ومنبوذاً عربياً ودولية، وهم الذين اعتادوا عطفاً إلى حد الدلال.
وطرق اللبنانيين مسدودة، فسوريا ليست ملجأ وحالها أسوأ، وقبرص لا تريد لاجئاً واحداً على أرضها.
كأن اللبنانيين عالقون في مصيدة كبيرة وخانقة.
مع ذلك، لا تنعدم وسائل التأقلم، والاستعانة بأدوات التكنولوجيا للعيش الوهمي في قلب العالم. على أمل أن يبقى "الإنترنت" ولا ينقطع ذات لحظة حرب.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top