تسعى فرنسا من خلال الابقاء على الغموض بشأن مدى دعمها لإسرائيل في مواجهة إيران، لتأكيد رغبتها في عدم الظهور كحليف ثابت لإسرائيل حفاظاً على نفوذها في الشرق الأوسط وتفادياً لاستياء رأيها العام.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأحد، أن فرنسا كانت من بين حلفاء إسرائيل الذين ساعدوا في التصدي للهجوم الإيراني الذي وقع ليل السبت/الأحد، وهو ما أكدته لندن وواشنطن.
لكن الرئيس إيمانويل ماكرون برر قيام فرنسا ب"اعتراض" صواريخ ومسيرات إيرانية، بوجود قاعدة جوية فرنسية في الأردن انتهكت ايران مجالها الجوي أثناء الهجوم.
وتسعى فرنسا بعد تعرضها لانتقدات من الدول العربية لدعمها القوي لإسرائيل بعد هجمات 7 تشرين الأول/اكتوبر، لأن تبدو متوازنة حفاظاً على تطلعاتها لأداء دور ضامن للاستقرار في الشرق الأوسط، بحسب وكالة "فرانس برس".
مع ذلك، فإنها لم تندد بالهجوم المنسوب إلى إسرائيل ضد القنصلية الإيرانية في سوريا، والذي سبب الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية.
وقالت أنييس لوفالوا من معهد الأبحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الأوسط: "في الواقع موقف فرنسا هو دعم إسرائيل مع إعطاء ضمانات للدول العربية (...) حفاظاً على علاقاتها في المنطقة".
فيما قال المدير السابق لشمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية دونيه بوشار ل"فرانس برس"، أن "هم الرئيس ماكرون هو الحفاظ على موقف يعتبره متوازناً".
من جهته، اعتبر حسني عبيدي من مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي في جنيف أن ماكرون "ليس لديه مقاربة ثابتة في السياسة الخارجية"، واصفاً موقف الرئيس الفرنسي بأنه "يتطور حسب الظروف".
ورأى أن ماركرون اتخذ هذه المرة مقاربة ذات شقين. أكد في البداية دعمه لإسرائيل، واصطف في المعسكر الغربي وسلط الضوء على استعداد فرنسا للدفاع عن حلفائها على خلفية "رسالة موجهة إلى دول الخليج والأردن ومصر، الزبائن التقليديين لفرنسا (من حيث إبرام صفقات لشراء الأسلحة)". ثم أظهر "تبايناً" و"تراجعاً" ليكون لديه أيضاً "هامش مناورة لاحتواء الرأي العام الداخلي والمصالح الخاصة لفرنسا".