لبنان في حال غليان مستمرة. لا ينقصه النار الميدانية، ولا السياسية، لا بل الوجودية بفعل المخاطر الداهمة. من نار الجنوب لا بل كل لبنان الذي تفرّج فجر الأحد على مشهد هوليودي للمسيرات والصواريخ، إلى نار النزوح السوري الداهم، وصولاً إلى الفراغ السياسي ونار الودائع المنهوبة والمسروقة في أكبر جريمة ارتكبتها المنظومة المصرفية – السياسية.
وإزاء كل التطورات السابقة، قدّم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إحاطة شاملة بكل المخاطر التي تتهدد لبنان، من النزوح إلى فضائح الجرائم المالية المرتكبة، وصولاً إلى حالة الفراغ السياسي وخاصة في البلديات، ومساعي "التيار" لوقف الحرب الإسرائيلية في الجنوب.
وقد أوضح باسيل نسبة التصويت المسيحي لفادي حنا في نقابة المهندسين والتي بلغت 40.5 بالمئة، ليسلط الضوء على خلاصات الإستحقاق وأبرزها انتصار "التيار" على معركة الإلغاء التي خيضت بده بكل الأشكال، والمستمرة خاصة منذ "17 تشرين".
وفي ملف النزوح، وإضافة إلى تذكيره بالنقاط التي عرضها أمس الإثنين لجهة تطبيق القوانين على النازحين والسعي لإعادتهم، شدد على صدور موقف دولى وخاصة اوروبي باعتبار معظم مناطق سوريا آمنة وممكن العودة اليها، رافعاً السقف بالتأكيد أن "كل دولة لا تأخذ هكذا موقف يعتبر موقفها وكأنه عدائي تجاه لبنان ويجب صدور موقف نيابي حاسم لجهة رفض بقاء النازحين. وبرفعه شعار "لبنان للبنانيين، و"لبنان لنا، لبنينا من بعدنا".
أما رفع الصوت لدى باسيل فكان على الملفات الخطرة التي تفضح الجرائم المالية الفظيعة. فإذ أكد أن "التيار" سيتابع ملفات الفساد وفي طليعتها ملف "أوبتيموم إنفست"، ذكّر بتقاعس مجلس النواب عن إقرار القوانين الإصلاحية، وحكومة ميقاتي عن وضع خطة إصلاحية، لافتاً إلى ملاحقة القضاة الذين يتابعون ملفات الفساد. والأهم بالنسبة لرئيس "التيار"، هو رفض تحميل المودعين اللبنانيين مسؤولية سرقة الودائع وتحويلها إلى الخارج، مؤكداً أن المطلوب "اليوم تسليم كامل المستندات الأساسية المطلوبة من مصرف لبنان الى القضاء، وتحديداً الى القاضية غادة عون التي فتحت الملف وتتابعه، وكشف ما قامت به شركة Optimum وغيرها ومحاسبة المرتكبين".
وفي خطاب باسيل رؤية لكيفية متابعة مساعي وقف الحرب في الجنوب. فإذ أوضح مجدداً طبيعة هذه المساعي من قبل "التيار"، وموجبات القرار الدولي المطلوب، لأن الهدف هو وقف اسرائيل عن جرائمها الحالية ومنعها من توسيع اعتداءاتها، أكد أن حزب الله يجب أن يتلزم به في حال صدوره لأن مطلب وقف الحرب هو لجميع اللبنانيين، واضعاً المسؤولية لدى الرئيس نبيه بري "بحكمته"، ولدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمتابعة ما يقوم به في هذا الإطار، إضافة إلى وزير الخارجية.
باسيل جدد بوضوح موقف "التيار" من مسؤولية الدولة ووزارة الداخلية تحديداً في إجراء الإنتخابات البلدية، مؤكِّداً الجهوزية لخوضها، ورافضاً في المقابل الفراغ. وأشار إلى أن ما عدا ذلك هو مزايدة شعبوية.
وفي الجنوب تواصلت الأعمال الحربية التي شهت تصعيداً لافتاً، مع استشهاد اسماعيل باز القائد البارز في صفوف حزب الله، فيما تواصلت الغارات وعمليات القصف المدفعي للقرى الجنوبية الحدودية. أما إقليمياً فاستمرت الإشارات التحذيرية بين إيران وإسرائيل، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن "الرد الإيراني على العدوان الصهيوني" على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق كان عقابياً"، ملوحاً لإسرائيل بأنها إذا ارتكتب مع داعميها "أي خطأ سيتلقون الرد الواقعي والشامل من إيران".