دعا "نادي لكلّ الناس" إلى حفلة إطلاق العمل الجديد للمؤلف الموسيقي وعازف الساكسفون توفيق فروخ، بعنوان "الأناقة الجامحة"، الثلاثاء 16 نيسان، الساعة 6 مساءً، في ملتقى السفير - شارع أمين منيمنة – الحمرا.
ويقول توفيق فروخ: "الموسيقى لغة ترتكز على استحضار الأشياء المختلفة أي الجديدة"، ويضيف "إنها تبدأ بنغم يخرج ليستقر في القلب. النغم هو نقطة البداية الأساسية النابعة من الأشياء التي نعيشها، من اللقاءات، من الكتب ومن الأفلام… من الحياة… وهذا اللحن يتألق بفضل تناغم عميق جداً وتوزيع مليء بالعراقة والأناقة".
خمس سنوات مضت على الإصدار الأخير "مدن لا مرئية " لتوفيق فروخ الذي يحتفل من خلاله بفن الحوار. الحوار المسكون بحلم يعيش فيه الرجال والنساء في تناغم المدن المتصالحة. وإن كان نبض الموسيقى يتبع ايقاعه الخاص، فإن ايقاع الحياة يفرض علينا أحياناً الطريق والاتجاه … "امضينا وقتاً طويلاً في اختيار الحذاء، ونسينا أن نختار الطريق" وهذا هو الأهم.
ولكي نفهم قصة "الأناقة الجامحة" علينا العودة إلى العام 2017، عندما ألف فروخ العمل السيمفوني "على حدود الأشياء...". خمسون دقيقة من الموسيقى كُتبت لأوركسترا سيمفونية وفرقة جاز رباعية، نفذته بمهارة الاوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية بقيادة الميسترو الفرنسي ألكسندر بيكيون في بيروت العام 2018. هكذا بدأ المشروع النابع من رغبة المؤلف في إنتاج عمل يخدم الموسيقى الأوركسترالية والمفهوم الجمالي والعلمي للفن.
من ثم ّ توقفت نشاطات عديدة بسبب جائحة كورونا، وأصبح الوقت متاحاً لتوفيق فروخ لكتابة مؤلفات جديدة. وبالرغم من الصعوبات وبفعل حالة عالمية غير مسبوقة، تمت بلورة هذا المشروع المكون من أربع رباعيات: رباعية الآلات الوترية، رباعية الآلات النحاسية، رباعية الآلات الهوائية ورباعية الآلات الإيقاعية. وبدعم من "مؤسسة آفاق" استطاع حينها الموسيقيون أن يجتمعوا في باريس لتسجيل سلسلة مقطوعات مهداة لعدد من الأصدقاء والمؤلفين. يقول فروخ: "مع رحيل جوزيف صقر غاب البريق من العين. تغيير إيقاع القلب لموت بسام سابا. لهاث واختناق لغياب عماد الشامي"."الأناقة الجامحة" هي أسطوانة تكشف بتواضع عن الجمالات الهادئة والثابتة لتلك الرحلة العظيمة التي تنقلنا خارج الأزمنة والأنماط. موسيقى متعددة الأوجه، تشربت الجاز واستوحت من الموسيقى البرازيلية او تلك الآتية من بلاد البلقان، تأثرت أيضاً بالموسيقى الكلاسيكية، وتبقى الموسيقى العربية هي اللغة الأم. هي لا تعكس جمالية محددة. بالنسبة إلى توفيق فروخ، وكما قال إميل سوران: "لا يسكن المرء بلاداً، بل يسكن لغة. ذلك هو الوطن ولا شيء غيره".
ولأن الأسلوب لا يأبه بالإجماع، وكذلك اللغة، فإن الموسيقى لغة ترتكز على استحضار الأشياء المختلفة، أي الجديدة. يقول فروخ: "انها تبدأ عنده بنغم يخرج ليستقر في القلب فتنبع منه المقطوعة بسلاسة. نعم، إن اللحن هو نقطة البداية الأساسية، النابعة من الأشياء التي نعيشها، من اللقاءات، من الكتب ومن الأفلام… من الحياة … وهذا اللحن يتألق بفضل تناغم عميق جداً وتوزيع مليء بالعراقة والبحث والرُقي".