رصدت الولايات المتحدة الأميركية قيام إيران بتجهيز ما يصل إلى 100 صاروخ "كروز"، استعداداً لردّ محتمل على غارة إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الايرانية في دمشق قبل أسبوعين، وسط تقديرات بمشاركة وكلائها بالردّ المتوقع، حسبما أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية السبت.
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تتوقع أن تنفذ إيران ضربات ضد أهداف متعددة داخل إسرائيل، لافتاً إلى أن "وكلاء إيران قد يشاركون أيضاً في تنفيذ الهجمات". ورجّح أن تكون الأهداف "داخل إسرائيل وفي جميع أنحاء المنطقة".
ويترقب العالم رد إيران المحتمل على هجوم إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وسط تقارير دولية تفيد بأن الرد "وشيك".
ونقلت "سي أن أن" عن مصدرين مطلعين على معلومات استخبارية قولهما، السبت، إن الولايات المتحدة رصدت تحركات عسكرية إيرانية في أراضيها، بما في ذلك طائرات من دون طيار وصواريخ "كروز"، مما يشير إلى أنها ربما تستعد لمهاجمة أهداف إسرائيلية من داخل أراضيها.
وأشار المصدران إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت إيران تستعد لتوجيه الضربات من أراضيها جزءاً من هجوم أولي، أو ما إذا كانت تحاول ردع إسرائيل أو الولايات المتحدة عن توجيه ضربة على أراضيها، وذلك استناداً الى صور الاستعدادات الصاروخية الايرانية.
وذكر أحد المصدرين أن الولايات المتحدة رصدت قيام إيران بتجهيز ما يصل إلى 100 صاروخ كروز.
وصرح نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، مجتبى ذوالنوري ان الجمهورية الإسلامية تحتفظ بحق الانتقام، وهي تختار زمان ومكان وهدف العملية بنفسها، حيث ان الردّ "سيكون صعباً ومتنوعاً".
وتستعدّ إسرائيل لهجوم مباشر من إيران على جنوبها أو شمالها خلال الساعات المقبلة، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصدر مطلع على الموضوع، فيما تحدث مصدر آخر على تواصل مع القيادة الإيرانية عن أنه تجري مناقشة خطط الهجوم، لكن لم يُتخذ قرار نهائي بعد.
وبينما رجحت الولايات المتحدة أن تنفذ إيران ضربات ضد أهداف محددة داخل إسرائيل، يبقى الموقع الذي تستهدفه هذه الضربات، ومكان إطلاقه ومن سيقوم بتنفيذه والخسائر التي من المتوقع أن تسببها، معطيات سرية للجميع، باستثناء أعلى المستويات في الحكومة والجيش الإيرانيين، وفقا لما ذكرت "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني تواصل في وقت سابق هذا الأسبوع مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وطرح عليه خيارات عدة لضرب المصالح الإسرائيلية، من بينها شنّ هجوم مباشر على إسرائيل بصواريخ متطوّرة متوسطة المدى، وفق مستشار للحرس الثوري. ونشرت حسابات مقرّبة من الحرس الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا والمنشآت النووية في ديمونة.
تجنّب السفر
وسط حالة الترقّب، أوصت دول إضافية رعاياها بتجنب السفر الى الشرق الاوسط في هذه الظروف. ودعت وزارة الخارجية الإيطالية مواطنيها إلى تجنب السفر غير الضروري إلى المنطقة، وذلك بعد تقييم خطط الطوارئ بشأن الوضع المتوتر في المنطقة.
كذلك، حذّرت وزارة خارجية كندا، صباح السبت، رعاياها من السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية، وفقاً للوضع الأمني المتقلب في المنطقة. وأوصت الحكومة الهولندية رعاياها بتأجيل رحلاتهم العاجلة إلى إسرائيل بسبب تصاعد التوتر مع إيران.
وكانت فرنسا وروسيا والهند نصحت أيضًا مواطنيها بعدم السفر إلى بلدان في الشرق الأوسط في ظل مخاوف من تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وشملت التوصيات إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. كما منعت الولايات المتحدة موظفيها في إسرائيل وأسرهم من السفر خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع، وفق ما أوردته وكالة "رويترز" الخميس.