اشتعلت الجبهة الجنوبية للبنان، مساء الجمعة، على وقع ارتفاع منسوب التوتر والترقب للرد الإيراني على الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية. فمساء، أطلق حزب الله حوالى 50 صاروخ كاتيوشا باتجاه قواعد عسكرية إسرائيلية. وبالتزامن، أطلق مسيرتين مفخختين. إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سارع للقول بأنه تم اعتراض معظم الأهداف التي أطلقت من جنوب لبنان، ولم تقع إصابات.القصف والغاراتوأعلن حزب الله عن استهدافه "مرابض مدفعية العدو في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها على بلدتي الطيبة وعيتا الشعب. وموقع مسكاف عام بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابةً مباشرة، وموقع المرج، ورويسات العلم، والسماقة وتلة الكرنتينا محققاً إصابات مباشرة".
وشن الطيران الإسرائيلي غارات على قرى وبلدات متعددة، فاستهدف وادي بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وتعرضت الأحياء السكنية في بلدة حولا إلى قصف مدفعي مستهدفاً حي المعاقب وحي الألمان في البلدة. كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، ملقيا ثلاثة صواريخ جو أرض على المنطقة المستهدفة. وأطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة من موقع حانيتا في القطاع الغربي في اتجاه برج خال قرب نقطة للجيش اللبناني عند حدود علما الشعب.شبكة الأنفاقوتحدثت وسائل إعلام إسرائيلي عن أنفاق حزب الله في الجنوب، معتبراً أن الحزب يمتلك أنفاقاً هجومية وأخرى دفاعية، يبلغ طولها عشرات ومئات الكيلومترات، والتي تمتد وتربط المقر الرئيسي التابع للحزب في بيروت بمنطقة البقاع، على أن تتصل تلك الأنفاق لاحقاً بمنطقة جنوب لبنان. وإن نظام أنفاق حزب الله يربط أيضاً مناطق تجمّع الحزب ببعضها البعض في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن مستشارين كوريين شماليين ساعدوا المشروع بشكل مباشر.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الباحث الإسرائيلي، تال باري، قوله إن "حزب الله" قام بأعمال تحصين في تلك المناطق الجغرافية، مستخدماً كميات كبيرة جداً من مواد البناء، وقد نفذت الأعمال شركة كورية اسمها Korea Mining Development Trading Corporation، بإشراف شركة إيرانية. وحسب ادعاءات باري، فقد جرى تنفيذ البناء الفعلي من قبل "جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله"، وهي في الواقع فرع من منظمة جهاد البناء الإيرانية والتي تأسست عام 1988. وحسب باري، فإن "أنفاق حزب الله الاستراتيجية تحتوي على غرف قيادة وسيطرة تحت الأرض، ومستودعات ذخيرة وإمدادات، وعيادات ميدانية، وآبار مخصصة لإطلاق الصواريخ بكافة أنواعها (صواريخ أرض أرض، صواريخ مضادة للدبابات، مضادة للطائرات).جولة قائد اليونيفيلبدوره تفقد القائد العام لقوات "اليونيفيل" الميجور الجنرال أرولدو لازارو مناطق المواجهات في القطاع الشرقي، والخط الأزرق، وعاين أثار تبادل إطلاق النار، والخراب والدمار الذي حل بهذه المناطق. وتوقف لازارو في مركز "اليونيفيل" قبالة موقع العباد الاسرائيلي شرق حولا، الذي تتمركز فيه قوة من الوحدة الإندونيسية، وعند نقطة المطل "البانوراما" في عديسة قبالة مسغاف عام والمشرفة على مستوطنة كفار غلادي وسهل الحولة، حيث تتمركز قوة إندونيسية للمراقبة. وجدد الجنرال لازارو التأكيد بأن "الحل السياسي والدبلوماسي، هو السبيل الوحيد الممكن، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية، حتى يتمكن الناس من العودة وإعادة البناء".