أظهرت صور وكالة "فرانس برس" تحرك الفلسطينيين سيراً على الأقدام وعبر عربات تجرها الدواب باتجاه مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة التي صارت "حقلاً من الخراب".
وبعد ساعات من انسحاب القوات الإسرائيلية منها، بدأ الفلسطينيون بالعودة إلى مدينتهم التي كانت تأوي قبل بدء الحرب الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نحو 400 ألف نسمة. وجاءت عودة أهالي خانيونس إلى المدينة، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي شنّ الاثنين، قصفاً جوياً ومدفعياً على وسط وجنوب قطاع غزة. فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاعتداءات الإسرائيلية أوقعت 32 شهيدا و47 مصابا خلال 24 ساعة. وأفادت شبكة "الجزيرة" بأن سيدة وطفلاً استُشهدا وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف منازل شرق مدينة دير البلح ومخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما استهدفت غارات إسرائيلية مناطق بوسط القطاع، بينها محيط مخيم النصيرات الذي يقع بدوره وسط القطاع.وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاعتداءات الإسرائيلية أوقعت 32 شهيداً و47 مصاباً خلال ال24 ساعة الآخيرة. وأكدت ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 33 ألفا و207 شهداء، و75 ألفا و933 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.العودة إلى خانيونسوأشارت "فرانس برس" إلى أن خانيونس "أصبحت الآن في حالة من الدمار الهائل، بعد أشهر من القصف والقتال العنيف بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى".وبعد انسحاب قوات الاحتلال من خانيونس، عثر الأهالي على جثامين عدد من الشهداء تحت ركام المباني المدمرة. وجرى انتشال جثامين 45 شهيداً من مناطق متفرقة في خانيونس منذ صباح الاثنين.وقالت مها ثائر وهي من سكان غربي خانيونس للوكالة: "أشعر بصدمة وحزن شديد. بيتي دمر جزئياً.. لا يوجد جدران ولا نوافذ، أغلب الأبراج نُسفت بالكامل".وأضافت أنها ستعود إلى منزلها المتضرر بشدة "رغم أنه لا يصلح للحياة، لكنه أفضل من الخيام"، مشيرة إلى أن بعض جيرانها يواجهون معاناة أكبر حيث "وجدوا منازلهم مدمرة ولا يعرفون إلى أين سيذهبون".ووصفت المرأة البالغة 38 عاماً ما أصبحت عليه خانيونس، وقالت إنها "أصبحت مدينة أشباح، دمروا المباني والأشجار جميع الشوارع تم تجريفها ولم يبق شيء أبداً، لم أتمالك دموعي وأنا أمر في شوارع المدينة".وأردفت " رائحة الموت منتشرة ولم تعد هناك مدينة بل مجرد أنقاض. لم أستطع منع نفسي من البكاء وأنا أسير في الشوارع. الجثث كانت متناثرة. شاهدت الناس يحفرون ويخرجون الجثث".وقد تكشف حجم الدمار الذي تسبب فيه القصف الإسرائيلي والعملية البرية في أجزاء واسعة من مدينة خانيونس، بعد سحب إسرائيل معظم قواتها من هناك.وخرجت المستشفيات الرئيسية عن الخدمة، فيما أفاد مراسل وكالة "الأناضول" بأن الخراب والدمار يمكن رؤيته في كل مكان بالمدينة مع وجود جثث فلسطينيين في الشوارع والطرقات وبين المنازل.كما تضررت الشوارع بشكل كبير، حتى إنها مُسحت بالكامل وأظهرت مقاطع مصورة أن بعض المناطق اختفت تماماً من الخريطة بسبب الدمار الهائل.وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد سحب قواته من خانيونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها، بالتزامن مع مضي نصف سنة على بدء الحرب الأطول مدة حتى الآن على غزة.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات الجيش الإسرائيلي غادرت جنوب قطاع غزة للإعداد لعمليات في المستقبل منها عملية في رفح، فيما ذكرت وكالة "رويترز" أن متحدثاً للجيش كشف عن "سحب كل القوات البرية من جنوبي قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة".وبدأ اجتياح خانيونس في 3 كانون الأول/ديسمبر، بهدف استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه ووفق مزاعمه بالانسحاب، يكون قد خرج الجيش الإسرائيلي من المدينة دون تحقيق أهدافه.