أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتشكيل فريق لفحص ملابسات مقتل فريق الإغاثة الأجنبي، فيما عبّر البيت الأبيض عن غضبه من مقتل الفريق باستهداف الجيش الإسرائيلي سيارة كانوا يستقلونها في دير البلح.
وأجرى غالانت الثلاثاء، تقييماً للوضع وتطرق في ختامه إلى مقتل سبعة موظفين في منظمة المساعدات الدولية "وورلد سنترال كيتشن"(المطبخ العالمي)، والذي تزعم إسرائيل أنه تم "عن طريق الخطأ"، علماً بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قد أقر بأن ضربة إسرائيلية، زعم أنها "غير مقصودة"، قد أسفرت عن مقتل عاملي الإغاثة.
ووفق بيان صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد أّكد غالانت أن "هذا حادث مؤسف، يجب التحقيق فيه بشكل شامل، واستخلاص الدروس منه، وتنفيذها".
وأضاف غالانت أن عناصر جيش الاحتلال "يواجهون واقعاً عملياتياً معقداً كل يوم، لكن من الضروري تعزيز آلية تنسيق توزيع المساعدات الإنسانية، والتعاون مع المنظمات الدولية".
وعبّر البيت الأبيض في بيان، عن غضبه من إزاء الضربة التي قُتل فيها عمال الإغاثة. وأضاف البيان أن الرئيس جو بايدن يشدد على وجوب حماية الطواقم الإنسانية في غزة. وتابع أن أحد عمال الإغاثة الذين قُتلو هو مواطن أميركي مزدوج الجنسية.
وقال إن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ذلك لا يعني شيكاً على بياض"، مضيفاً "مستمرون بالعمل مع الإسرائيليين للتأكد من أن يكونوا دقيقين في عملياتهم العسكرية".
من جهته، طالب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بتحقيق "سريع ومحايد" في مقتل عاملي الإغاثة السبعة. وقال في مؤتمر صحافي من باريس: "تحدثنا مباشرة إلى السلطات الإسرائيلية... لقد طالبناهم بإجراء تحقيق سريع ومحايد لنفهم ما حصل بالضبط".
وأضاف بلينكن "نعمل على تفادي انتشار رقعة الصراع وعلى وقف لإطلاق النار في غزة وعودة المحتجزين". وتابع أنه "يجب إجراء تحقيق سريع محايد في مقتل عمال المطبخ العالمي في قطاع غزة". وقال: "لدينا التزام طويل الأمد بأمن إسرائيل وبمساعدتها على الدفاع عن نفسها".
وأشار بلينكن إلى أن هناك "طلبات أسلحة إسرائيلية تعود لعقود ماضية، وربما أكثر وتزويدها بالأسلحة يستغرق سنوات". وأضاف "نبذل ما بوسعنا للالتزام بالقانون بشأن تزويد إسرائيل بالأسلحة".
وقال بلينكن: "أكدنا لإسرائيل على ضرورة حماية المدنيين وعمال الإغاثة... وعلى الضرورة الأخلاقية والقانونية لإيصال المساعدات لمحتاجيها". وشدد على أن "المساعدات التي تدخل غزة ليست كافية لتلبية احتياجات السكان"، مشيراً إلى أن "الخطوات التي تتخذها إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة غير كافية".
وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن مقتل سبعة من عمال الإغاثة يظهر "تجاهل القانون الإنساني" وسلامة الطواقم الإنسانية في الحرب. وأضاف أن "الحصول المتكرر لهذه الاحداث هو نتيجة لا مفر منها لكيفية خوض هذه الحرب راهناً"، في "تجاهل للقانون الإنساني الدولي وتجاهل لحماية العمال الإنسانيين"، مندداً بمقتل "جميع العمال الإنسانيين".
كذلك رأى نائب وزير الخارجية البولندي أندريه زيجنا أنه على اسرائيل "تعويض" عائلات عمال الإغاثة السبعة. وقال: "على السلطات أن تفكر في الطرف الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولية جنائية لضغطه على زر معين، وفي كيفية تعويض عائلات الضحايا، رغم أنه يستحيل القيام بذلك بالمال".