الاحتلال يستعد لاقتحام مستشفى"الشفاء"لالتقاط صورة النصر الاولى
2023-11-11 21:39:39
تزداد حدة الاشتباكات بين مقاتلي "القسّام"وجيش الاحتلال مع توسيع هجومه البري في مخيم الشاطئ، وبالقرب من مستشفى الشفاء الذي يُطبق الحصار الناري عليه بشكل أكبر.
مسافات الاقتراب
وأكدت مصادر من غزة ل"المدن"، أن دبابات الاحتلال اقتربت أكثر من مستشفى الشفاء من الجهة الجنوبية لتصبح المسافة الفاصلة نحو 200 متر، ومن الجهة الغربية نحو نصف كيلو متر، ومن شمال المستشفى قرابة 1.5 كيلومتر.
وقدرت المصادر أن قوات الاحتلال تنتظر الاقتراب أكثر من الجهة الشمالية، أي من ناحية حي النصر؛ كي تقتحم مستشفى الشفاء، وهو أمر يعني أن الاحتلال بانتظار تقدم متساوٍ من كل الجهات نحو المستشفى قبيل ساعات الصفر للاقتحام.
وتدور الاشتباكات الأعنف بين المقاومة وجيش الاحتلال في مخيم الشاطئ غرب مستشفى الشفاء، وحي النصر شماله، بالترافق مع قصف إسرائيلي مكثف لمرافق المستشفى ومناطق أخرى؛ لإجبار النازحين والسكان المتبقين على التوجه نحو جنوبي وادي غزة.
مساحة التوغل؟
وقال قادة عسكريون إسرائيليون للإعلام العبري، إن المساحة التي يعمل فيها جيش الاحتلال من بيت حانون شمالاً إلى جنوبي مدينة غزة تُقدر بنحو 36 كيلو متر مربع.
وبحسب المصادر، فإن قوات الاحتلال المتوغلة تحاصر مستشفى القدس، لكنها لم تقتحمه بعد، في حين لم تصل حتى اللحظة إلى مستشفى العودة والإندونيسي، وهي مستشفيات يعتبرها الاحتلال هدفاً عسكرياً له بزعم أن قيادات من حركة "حماس" وذراعها العسكري متواجدون في بعضها، وخاصة مستشفى الشفاء، بالرغم من أن وسائل إعلام عبرية زعمت مؤخراً أن "القسام نقلت مقر إدارتها للمعركة إلى مكان آخر".
وترجح قراءات فلسطينية وإسرائيلية متطابقة أن الاحتلال يريد اقتحام الشفاء، فقط، لأخذ "صورة نصر"، في محاولة منه ل"تأكيد" دعايته المزعومة بشأن وجود بنية عسكرية ل"القسام" داخل مرافق مدنية.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية أن الجيش يركز نشاطه في شمال القطاع بموازاة عدم السماح بإمكانية تحويل جنوب القطاع إلى "ملجأ لحماس"، مدعياً أنه يعمل على منع استخدام ما يسمى "الطريق الآمن" لنقل أسرى إسرائيليين أو تحرك مقاتلي "القسام" وقيادتهم من منطقة إلى أخرى.
ما بعد الشفاء؟
ومع صعوبة التنبؤ بما يريده الاحتلال بعد تنفيذه "سيناريو اقتحام مستشفى الشفاء"، يبدو الأسبوعان المقبلان حاسمين بالنسبة لمآلات الحرب الإسرائيلية، وما إذا كانت الوجهة نحو تخفيض وتيرة الحرب من عدمها، بناءً على تطورات الخطة الإسرائيلية-الأميركية، ومروراً بمستجدات الضغوط الدولية والظروف الإقليمية.
غير أن هيئة البث الإسرائيلية نسبت إلى قادة في جيش الاحتلال قولهم إنه إذا انتهت الحرب في غضون أسبوع أو أسبوعين، فإنها "لن تحرز أهدافها المرجوّة".
وروج الاحتلال مجدداً لأربع مراحل لحربه على غزة، إذ تتمثل المرحلة الأولى بتدمير جوي ل"قدرات عسكرية وسلطوية لحماس"، وتكمن المرحلة الثانية بالعملية البرية ل"تفكيك حماس". بينما تركز الثالثة على تعميق ما وصفها ب"الإنجازات ضد حماس من خلال أنشطة برية"، وأما المرحلة الرابعة والأخيرة، فتكون بفرض "نظام جديد وتثبيت مدني للوضع في قطاع غزة".
مخطط لنزوح أبدي؟
وبينما تبدو المرحلة الرابعة أكثر غموضاً مما يسبقها، كرر رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكثر من مرة بالأيام الأخيرة تعبيره بأن "غزة ستكون خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية حتى تحييدها". وفسّر بعض المحللين العسكريين في إسرائيل بأن ما قصده نتنياهو هو أنه يريد تحويل شمال القطاع على الأقل إلى مكان فيه حرية عمل كبيرة للجيش الإسرائيلي في ما يخص تنفيذ اقتحامات متكررة كلما اقتضت الحاجة، على غرار اقتحاماته للضفة الغربية.
وجاء حديث جيش الاحتلال عن عدم سماحه بعودة السكان النازحين جنوباً الى منطقة شمال القطاع قبل تثبيت وضعه المستقبلي، ليثير تساؤلات بشأن ماهية المخطط الإسرائيلي المُراد تنفيذه في المنطقة الشمالية للقطاع بالمحصلة، ما يعزز المخاوف من مخطط إسرائيلي بجعل النزوح عن الشمال أمراً واقعاً.
وكالات