التوغل البري:بعد تطويق مدينة غزة..ما خطة الاحتلال لاقتحامها؟
2023-11-04 16:09:59
تطوق قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة براً مدينة غزة وشمالها من جميع الاتجاهات، لكن تقدمها بطيء على مبدأ "الزحف" وسط اشتباكات ضارية مع مقاتلي "القسام" وفصائل أخرى.
وتحدث مصدر فلسطيني من مدينة غزة ل"المدن" عن مستجدات التوغل، إذ يتركز من ثلاثة محاور رئيسية: المحور الجنوبي لمدينة غزة لمسافة توغل تُقدر بسبعة كيلومتر من الشرق إلى الغرب، ومن محور الشمال الغربي من ناحية بيت لاهيا وصولا لمنطقة قريبة من الكرامة بنحو ثلاثة كيلومتر، بينما قُدرت مسافة التوغل الحالية من محور الشمال الشرقي للقطاع (ناحية بيت حانون) بكيلومتر ونصف. وقد عُزلت مدينة غزة وشمالها عبر تطويقها بالدبابات شمالاً وشرقاً وجنوباً، فيما تطوقها الزوارق الحربية من البحر غرباً.
وأوضح المصدر أن المنفذ المتمثل بشارعي صلاح الدين والرشيد خاضع لسيطرة الاحتلال، ما يمنع دخول المساعدات إلى مدينة غزة وأي حركة للسكان، ودلّ عليه استهداف قافلة سيارات إسعاف أقلّت جرحى بالتنسيق مع الصليب الأحمر أثناء مرورها عبر طريق البحر الجمعة، وهي مجزرة أكدت تحكم الاحتلال بشارع الرشيد واستهداف أي حركة عليه، رغم أن دباباته لم تصل إليه بعد، وإنما على مقربة منه.
الاشتباكات الأعنف؟
وأفادت مصادر "المدن" بأن محور الشمال الغربي ما زال يشهد الاشتباكات الأكثر ضراوة بين المقاومة والقوات الإسرائيلية المتوغلة، في ظل معطيات بشأن تراجع الدبابات في هذا المحور بعد وصولها إلى تخوم شمال مخيم الشاطئ. وسقط في هذا المحور أغلب القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين وتم إعطاب دبابات كثيرة.
ولا يقل المحور الشمالي في بيت حانون ضراوة، لكن المحور الثالث جنوباً يشهد اشتباكات أقل حدة؛ لأسباب متعددة، أبرزها أن المنطقة من جهة مستوطنة نيتساريم سابقا تُعدّ ساقطة عسكريا، لكونها مكشوفة ولا سكان فيها، لكن المقاومة تحاول استهداف الدبابات بالعبوات الناسفة، إلا أن الدبابات تقدمت في المحور بغطاء جوي مكثف، فتوغلت من شارع "10" حتى شارع صلاح الدين، وصولا إلى منطقة مجاورة لشارع الرشيد، حيث يتمركز الاحتلال الآن. ويحاول الأخير التقدم من المحور الجنوبي نحو حي تل الهوى وحي الزيتون، باعتبارهما "مفتاحا" لمدينة غزة.
وترجح مصادر فلسطينية أن الاحتلال يخطط للتقدم إلى تل الهوى القريب من شارع البحر، لكونه أقل سكاناً مقارنة بحي الزيتون، ما يشكل "طريقاً أسهل" للتقدم إلى مدينة غزة وتحديداً مستشفى الشفاء بوصفه "هدفاً عسكرياً إسرائيلياً".
"وقت طويل لإنجاز المهمة"
وكثفت إسرائيل قصفها للمستشفيات ارتباطاً بعملية التوغل، وهو أمر أقرته دوائر عسكرية إسرائيلية، فأكدت أن التقدم يجري بخطى بطيئة من الشمال الغربي على وقع المعارك المحتدمة وحقول الألغام. واعترفت بأن التقدم لم يتحقق في مخيمي جباليا والشاطئ، لكن المجازر المروعة فيهما تهدف إلى إفراغهما من السكان وتسهيل الطريق أمام التوغل البري في وقت قياسي.
وأشار الإعلام العبري إلى تحديات أمام التوغل، منها مفاجأة خلايا القسام للقوات المتوغلة، وتكتيكاتها وأنفاقها الهجومية، ومعرفتها الجيدة بساحة المعركة.
ورغم التقدم البطيء، زعم جيش الاحتلال أنه حقق "إنجازات عملياتية، وهو مصمم على اقتحام غزة"، مدعياً ضبط كميات كبيرة من أسلحة المقاومة، وتدمير أنفاق شمالي القطاع.
لا حلول سحرية
وبينما أشارت أنباء الى طلب أميركي من إسرائيل بضرورة إنجاز هدفها العسكري خلال أسابيع قليلة، قال المراسل العسكري إيال عاليما لقناة "مكان" العبرية، إنه لا حلول سحرية وسريعة؛ لأنّ القوات المطوِقة لغزة لم تصل بعد إلى مراكز قوة حماس، وهو هدف توضح المعطيات الميدانية أنه يحتاج وقتاً طويلاً. وتساءل عاليما: "السؤال المركزي بعد شهر على المعركة: هل لدى الجيش الوقت الكافي لإتمام المهمة بالقضاء على حماس عسكريا؟".
الحال أنّ تسريبات إسرائيلية قدرت أنّ الجيش يحتاج أسابيع للوصول إلى "مراكز قوة حماس ومعالجة الأنفاق الكثيرة"، لتفكيك قدراتها العسكرية، مع إقرار إسرائيلي بأن "امتحان التوغل الحقيقي" حينما تتعمق الدبابات أكثر في عمق غزة.
وكالات