نظّم حزب "الطاشناق" اليوم الخميس 28 أيلول، تظاهرة أمام سفارة جمهورية أذربيجان في لبنان، اعتراضًا على تجدّد الحرب في إقليم ناغورني قره باغ.اشتباكات وجرحىأمام أعين القوى الأمنية المترقبة والمُستعدة لمواجهة أعمال الشغب، مشى آلاف المتظاهرين باتجاه سفارة أذربيجان. ساعات قليلة، حتى اندلعت الاشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية وعناصر مكافحة الشغب، سيما أن الأخيرة حاولت الدفاع بشراسة عن المداخل الرئيسية للسفارة لمنع المحتجين من التقدّم نحوها أو اقتحامها.
تكررت حالات الكر والفر أمام مدخل السفارة، إلا أن القوى الأمنية أصرت على تفريق المتظاهرين عن طريق رمي القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى وقوع حالات اختناق في صفوف المتظاهرين، فرفضوا التراجع، وعمدوا إلى مراشقة العناصر الأمنية بالحجارة وضربهم بالعصيّ، كما رُميت المفرقعات النارية وعبوات المياه على القوى الأمنية، ضمن محاولات المتظاهرين لاجتياز الأسلاك الحديد والدخول عنوة إلى السفارة، إلا أن المفرقعات النارية أدت إلى اندلاع حريق بالقرب من السفارة، وتمت السيطرة عليه فورًا.
الجدير بالذكر بأنها ليست المرة الأولى التي ينظم فيها حزب الطاشناق وقفة احتجاجية أمام سفارة أذربيجان، كما أنها لن تكون الأخيرة وفقًا لمعلومات "المدن". في المرة السابقة حاول المحتجون اقتحام المداخل الرئيسية للسفارة وذلك اعتراضًا على تجدّد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.
في حديث "المدن" مع المسؤول الإعلامي لحزب الطاشناق، هاغوب هواتيان، أفاد بإن عدد المشاركين بلغ حوالى 4000 شخص، حضروا من مختلف المناطق اللبنانية وأبرزها: برج حمود، عوكر، الزلقا، انطلياس، عنجر... وشدّد على أن الاعتداءات كانت متبادلة بين الشبان المتظاهرين والقوى الأمنية، وأدت إلى جرح أكثر من 20 شخصًا من بينهم أطفال ومسنين. لكن الإصابات كانت طفيفة وناتجة عن رمي المفرقعات النارية والقنابل المسيلة للدموع. وأكد بأنهم نقلوا إلى المستشفيات المحيطة بالمنطقة. وفيما يتعلق بأهمية هذه الوقفة الاحتجاجية، أوضح بأنها تهدف لرفع الصوت أمام المجتمع الدولي لحثه على التدخل. فهي اعتراض واضح على "الإبادة" التي يتعرض لها الأرمن في ناغورني قره باغ.أسلحة إسرائيلية؟في السياق نفسه، اعترض النائب هاغوب بقرادونيان في حديث خاص لـ"المدن" على تنصل الدولة اللبنانية من هذه القضية، وطالب الجهات المعنية بالتحرك السريع للمطالبة بحقوق الأرمن.
وأكد بقرادونيان بأن الأسلحة التي تستخدم ضد الأرمن من قبل أذربيجان هي مدعومة من تُركيا ومن إسرائيل. قائلًا: "الأسلحة التي تستخدم لقتل الأرمن في أذربيجان هي أسلحة إسرائيلية"، ومن واجب الدولة اللبنانية التحرك.
من جهة أخرى، أفاد بقرادونيان بأن المطلب الأبرز اليوم هو توقيف الإبادة الحاصلة في أذربيجان، ومنع تهجير الأرمن، ووقف جميع الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وأضاف: المطلوب من الدولة اللبنانية، وفقًا لكلامه، هو الإعلان السريع عن موقفها الرسمي من هذه القضية، مؤكدًا بأنه سيعمل جاهدًا على متابعة هذه المسألة داخل البرلمان اللبناني.
يمكن القول بأن مطالب بقرادونيان كانت مماثلة لمطالب جميع المحتجين اليوم، الذين أصروا على أهمية التدخل الدولي في هذه القضية، أكثر من أي وقت مضى، وذلك "لوقف سفك دماء الأرمن، وإعطاء الحق لهذا الشعب في تقرير مصيره".