نزح أكثر من 42 ألف من ناغورني قره باغ باتجاه أرمينيا، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.
وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية بأن أرمينيا سجلت وصول 42500 لاجئًا حتى الآن إلى أراضيها.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ.
وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، وفتحت الأحد الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بهذا البلد، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضع المنطقة تحت سيطرة باكو.
ويتواصل تدفّق السيارات التي تقل عائلات وممتلكات إلى آخر نقطة تفتيش أذربيجانية قبل دخول الأراضي الأرمينية عن طريق معبر لاتشين. وأدّى التدفق الضخم للاجئين إلى اختناقات مرورية على الطريق الوحيد الذي يربط "عاصمة" الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.
ويقول كثيرون إن الرحلة من ستيباناكيرت إلى الحدود، التي تبعد عن "عاصمة" ناغورني قره باغ 80 كيلومتراً، استغرقتهم 24 ساعة، من دون طعام وحتّى من دون ماء أحياناً، خصوصاً أن المنطقة الانفصالية التي كانت خاضعة لحصار أذربيجاني منذ أشهر تفتقر إلى شتّى أنواع السلع الأساسية.
وقال مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة "فرانس برس" الثلاثاء إن حرس الحدود الاذربيجانيين يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم "جرائم حرب" وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورني قره باغ الى أرمينيا.
اجتماع بروكسل
وفي بروكسل، اجتمع الثلاثاء مسؤولون دبلوماسيون كبار يمثّلون فرنسا وألمانيا وأذربيجان وأرمينيا. وسمحت المحادثات بـ"نقاشات مكثّفة بين المشاركين حول أهمية الاجتماع المحتمل لقادة" أرمينيا وأذربيجان على هامش قمة أوروبية غير رسمية في غرناطة مقررة للخامس من تشرين الأول/أكتوبر، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يتمّ إلغاؤه.
والأربعاء، دعت برلين باكو إلى السماح لمراقبين دوليين بالدخول إلى ناغورني قره باغ. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك في بيان: "نعمل بكل قوانا مع شركائنا لإرسال مراقبين بأسرع وقت ممكن. السماح بإرسال مراقبين دوليين سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جدية في التزامها أمن سكان ناغورني قره باغ ورفاههم".
وشددت على أنه من حق سكان هذا الاقليم العيش في سلام في ديارهم مشيرة إلى أن المانيا سترفع مساعدتها الانسانية من مليوني يورو إلى خمسة ملايين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أذربيجان إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي ناغورني قره باغ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، في اتّصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن "شدّد على الضرورة الملحّة لوضع حد للقتال، وضمان الحماية غير المشروطة وحرية التنقّل للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى ناغورني قره باغ".
من جهتها، دعت فرنسا الثلاثاء إلى "تحرّك دبلوماسي دولي" في مواجهة "تخلي روسيا عن أرمينيا". واعتبرت باريس أن النزوح "الكثيف" للأرمن من ناغورني قره باغ يحدث "على مرأى من روسيا المتواطئة" والتي تنشر قوة حفظ سلام في المنطقة.