أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين، عن لقاء ثانٍ سيجمعه مع وزير الدفاع لدى النظام السوري علي محمود عباس، ضمن خطوات التقارب بين دمشق وأنقرة، بعد لقائهما الأول نهاية 2022.
وقال أكار إنه "تم الإعداد لعقد اجتماع بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري غداً الثلاثاء"، موضحاً أن مكان عقد الاجتماع سيكون في العاصمة الروسية موسكو، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".
وكان أكار قد التقى بعباس للمرة الأولى في موسكو في كانون الثاني/يناير، بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وبغياب وزير الدفاع الإيراني، إذ انضمت طهران إلى مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، في وقت لاحق من عقد الاجتماع.
ويأتي إعلان الوزير التركي بعد اجتماع دبلوماسي على مستوى نواب وزراء خارجية البلدان الأربعة في موسكو مطلع نيسان/أبريل، وذلك تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية تستضيفه روسيا، مطلع أيار/مايو، بحسب وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو.
وقبل أسبوعين، قال تشاووش أوغلو في مقابلة متلفزة، إنه ناقش موعد عقد الاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى أنقرة، مضيفاً "نعتقد أن هذا اللقاء سيُعقد مطلع أيار ، وفي موسكو حسب اعتقادي. تلقينا هذه المعلومات من الجانب الروسي".
وذكر أن اللقاء المحتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد سيجري التحضير له خلال اجتماع وزراء الخارجية.
وكان مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف قد اعتبر في حديث لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق "طويل"، مؤكداً أنه "لا يمكن" حلّ جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة من المفاوضات.
ويعاني المسار من ثغرات وتباعد في وجهات نظر الجانبين، وبدا ذلك واضحاً من خلال رفع سقف النظام مطالبه المتمثلة بشكل رئيسي بانسحاب الجيش التركي من شمال سوريا قبل المضي قدماً بالمسار، بينما رفضت أنقرة تلك الشروط المسبقة، واعتبرت انسحابها قبل القضاء على خطر الوحدات الكردية على حدودها الجنوبية، تهديداً لأمنها القومي.
لكن الواضح، وبحسب محللين في الشأن السوري، أن سبب ذهاب النظام لاجتماع نواب وزراء الخارجية، يعود إلى الضغط الروسي على الأسد، من أجل إنجاز التقارب مع تركيا، مشيرين إلى أن الأسد بات يفضل مسار التطبيع العربي الذي تقوده السعودية، والذي يواكب التطبيع التركي مع النظام السوري.