دمشق - هدى العبود

تدور أحداث مسلسل «سوق الحرير» حول قصة شخصيتين، الأولى «عمران الحرايري» الذي جسد شخصيته الفنان بسام كوسا، وهو متزوج من ثلاث نساء ويعيش هو وزوجاته ووالدته وأخته في منزل واحد، أما القصة الثانية فتتناول قصة أخ عمران «عبدالله» الذي فقد صغيرا، ويروي لنا العمل أن سبب اختفاء «عبدالله» هو هربه من الحي لأنه تسبب بقتل أحد الأشخاص في سن مراهقته، وأثناء هروبه يتعرض لحادث يفقده ذاكرته ويعيش بشخصية جديدة كليا عليه تدعى «الغريب»، وبعد أن يتم اتهام «الغريب» بقتل زوجته يهرب من مكان سكنه ليجد نفسه في حارته القديمة وتتوالى الأحداث على خطين ما بعد استرجاع «عبدالله» لذاكرته وإدراكه أنه شقيق «عمران»، والخط الآخر هو «عمران» وعلاقته بزوجاته الثلاث بعد أن وقع بغرام طبيبة.

يضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية نذكر منهم: بسام كوسا، سلوم حداد، أسعد فضة، ميلاد يوسف، عبد الهادي الصباغ، كاريس بشار، نادين تحسين بيك ووفاء موصللي وغيرهم، وقد عرض العمل على عدة قنوات عربية، وحقق مشاهدات عالية بموسميه الأول والثاني في الوطن العربي خلال عرضه.

ومازال «سوق الحرير» ينتظره الكثيرون الذين احبوه، ابتداء من الشارة والموسيقى إلى تلاحق أحداثه البعيدة عن الرتابة والملل والمشاهد الطويلة، ولما حفل به من تطور طال الشخصيات النسائية خاصة، وتكامل مع الانفتاح الذي شهدته سورية في تاريخها المعاصر، ابتداء من تأثير نزار قباني ودوره السياسي، إلى التطور الاقتصادي وانطلاقة الصناعات النسيجية وتصديرها للخارج، وما طرأ أيضا على الحارة الشامية القديمة والتغيير الاجتماعي بخروج شرائح معينة للسكن بالأحياء الحديثة، إلى جانب جمالية الأداء لشخصيات العمل.

كما ركز العمل على حالات مختلفة لحضور الأنثى الاجتماعي واستقلالها المادي، بالإضافة إلى التطور بالجانب التعليمي، ونشر الوعي التربوي بحضور أولياء الأمور الاجتماعات التي تقوم بها المدرسة، والتركيز على صورة بعض الأساتذة مثل سلوكيات أستاذ التاريخ الإيجابية «وسيم الرحبي» الذي كان يرتبط بعلاقة عاطفية سابقة مع «قمر».

والملفت أن خيوط الحبكة بدأت في التلاشي تاركة الباب مواربا لومضات لاح بريقها ضمن الأحداث، فإعلان الشركة المنتجة «ميسلون فيلم» عن بدء التحضيرات للجزء الثالث بتوقيع المخرج المثنى صبح أسعد متابعيه الكثر، وأثار أيضا التساؤلات: ترى ماذا سيقدم الجزء الثالث من «سوق الحرير» بعد عودة «عبدالله» إلى أهله؟