حكمت محكمة أمن الدولة العليا في مصر، الأحد، على مجموعة من الإعلاميين بأحكام تراوحت بين السجن لمدة 15 عاماً والسجن المؤيد في القضية المعروفة باسم "اللجان الإعلامية".وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن االحكم شمل عدداً من العاملين في قنوات تلفزيونية تبث من خارج مصر، أُدرجت ضمن قائمة جديدة للكيانات الإرهابية، بتهم تتعلق بعملهم الإعلامي. وتصدرهم الإعلاميون حمزة زوبع وسيد توكل وحسام عبد الرحمن من قناة "مكملين"، والإعلامي عماد البحيري من قناة "الشرق"، وناشطين مستقلين في مواقع التواصل الاجتماعي.والتهمة الموجهة للمتهمين هي "نشر أخبار كاذبة حول انتشار وفيات كورونا في مصر والتصريحات الرسمية حول ذلك" كما نسبت السلطات المصرية لهم تهمة "تأسيس ما يسمى اللجان الإعلامية للإخوان المسلمين"، رغم أن بعضهم لا ينتمون للإخوان فكراً أو تنظيماً.وأثار الحكم انتقاد منظمات حقوقية مختلفة. وأعلن مركز "الشهاب" في بيان رفضه الأحكام ضد المعارضين السياسيين "في ظل غياب نظام العدالة والتحقيق الشفاف"، علماً أن الحكم يأتي في سياق سلسلة من الأحكام القضائية لملاحقة الإعلام المعارض للنظام المصري سواء من داخل مصر أو خارجها.وأصدرت السلطات المصرية مؤخراً قائمة جديدة للكيانات الإرهابية من 81 شخصاً، بينهم 30 إعلامياً في قنوات مصرية وغير مصرية تبث من خارج مصر. كما أصدرت الدائرة العاشرة بمحكمة جنايات القاهرة قراراً نُشر بالجريدة الرسمية في 16 نيسان/أبريل الماضي بتمديد العقوبات لمدة خمس سنوات جديدة للائحة كيانات إرهابية (القضية 620 لسنة 2018).وضمت اللائحة عدداً من الصحافيين والإعلاميين، من بينهم رئيس "المرصد العربي لحرية الإعلام" قطب العربي، وعلاء صادق، وحمزة زوبع، وجمال نصار، وعادل الأنصاري، وعبد الواحد عاشور، وإبراهيم الدراوي، وسامحي مصطفى، وهشام جعفر، ومحسن راضي، وأحمد عبد العزيز، وآيات عرابي، وجلال عبد السميع جبريل، وهيثم أبو خليل، وأماني كمال الدين.في السياق، علّق "المرصد العربي لحرية الإعلام" بأن السلطات المصرية "تستهدف معاقبة هؤلاء الإعلاميين بسبب عملهم الإعلامي وحقهم في التعبير عن أرائهم، وكذلك تستهدف شل حركتهم في التنقل والسفر، حيث يتضمن الإدراج على قوائم الإرهاب منع إصدار جوازات سفر، ووضع الأسماء على قوائم ترقب الوصول بمطار القاهرة".وأكد المرصد أن هذه الأحكام وغيرها من الإجراءات التي تستهدف حرية الصحافة هي التي وضعت مصر في ذيل مؤشر حرية الصحافة، وفي المنطقة السوداء منه، وأن هذا الوضع سيستمر طالما استمرت تلك الانتهاكات.