بات واضحاً ان حريق مكب النفايات في بلدة بشنين قضاء زغرتا دخل البازار السياسي من بابه الواسع حيث تحت حجة الخوف على البيئة انتهز البعض موضوع الحريق للتصويب على اتحاد بلديات قضاء زغرتا وعلى تيار المرده الذي له الحصة الاكبر من البلديات المنضوية في الاتحاد وذلك على ابواب دعوة قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي الى اجتماع يعقد في مكتبها لرؤسا البلديات المنضوية في الاتحاد لانتخاب رئيس جديد له .
تزامن الحريق مع ابلاغ رؤساء البلديات بموعد الانتخاب الذي تأخر تحديده لنحو شهر ونصف الشهر زرع الشك في النفوس بأن الحريق قد يكون مفتعلاً وهذا ما لمّح اليه النائب طوني فرنجيه من خلال تغريدة طالب فيها
الأجهزة الأمنية “بالتحرّك الفوري لكشف ملابسات حريق بشنين وهي كثيرة وخصوصاً في هذا التوقيت”.
هذه الشكوك تبناها ايضاً العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا ان الحريق تزامن مع اقتراب جلسة انتخاب رئيس لاتحاد بلديات قضاء زغرتا وان هناك من يريد استغلال الفرصة من اجل محاولة سحب بساط رئاسة الاتحاد من الدوران في فلك تيار المرده.
مع اندلاع الحريق سارع النائب ميشال معوض الى التصويب على ادارة اتحاد بلديات قضاء زغرتا داعيا الرؤساء الجدد للبلديات الى التغيير في انتخابات الرئيس معتبرا ان الرئاسة السابقة للاتحاد ادارته بشكل عشوائي مما ادى الى هذه الكارثة.
زميله في البرلمان النائب ميشال الدويهي قرر استدعاء وزيرة البيئة للاستماع لخطتها الوطنية في موضوع النفايات مؤكدا انه كما تمكن من ايقاف المجزرة البيئية ببصرما سيفعل ما بوسعه لايقاف هذا الاجرام بحق الناس.
“بالفعل” يرد عليه احد الناشطين البيئين معتبرا ان الطريق الى وقف هذا الاجرام هو اعتناء النائب الجديد بنفاياته وعدم رميها مع نفايات زغرتا في المكب متسائلا اين كان النائب العزيز حين غرقت زغرتا بنفاياتها واقفلت كل السبل الى مكبات المنطقة ما دفع الى استحداث هذا المكب المؤقت والا لكانت الامراض والاوبئة التهمت زغرتا.
اتهامات متبادلة بين انصار المرده وانصار حركة الاستقلال على مواقع التواصل الاجتماعي حول المكب الذي يعتبر الفريق الاول ان هناك من اشعله لغاية محاولة تقليل عدد الاصوات التي سينالها المرشح المدعوم من المرده ودفع رؤساء البلديات الى التصويت ضده بحجة البيئة بعد ان فشلوا بذلك سياسياً معتبرا ان رؤساء البلديات اذكى من هكذا الاعيب وان قرارهم واضح فيما باعتقاد الفريق الثاني انه لو تم تبني خطته لرفع النفايات ما كانت وصلت الامور الى حدها.
رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا السابق زعني خير استغرب اعادة طرح الموضوع وكأن الطرف الثاني كانت لديه بالفعل مشاريع ومخططات مستهجناً امتطاء موضوع البيئة للوصول لغايات اخرى لاسيما ان الجميع يعلم ان رئيس الاتحاد يتخذ القرارات بالتوافق مع اعضاء مجلس الاتحاد.
واذ اكد الان الاتحاد يعمل بشفافية رفض سعي البعض لتحقيق انتصارات وهمية عبر اتهامات باطلة ومؤكدا ان استحداث مكب بشنين كان اخر الدواء بعد ان باتت مدينة زغرتا تسبح على بحر من النفتيات.
إن كان مفتعلاً او غير مفتعل فان حريق مكب بشنين يفتح صفحة مشكلة النفايات في لبنان وضرورة معالجتها وايجاد حل جذري يرفع الضرر بالدرجة الاول وينقلنا الى مصاف الدول الراقية.
موقع سفير الشمال الإلكتروني