عُرف بعصاميته.. لم يرث المال والسلطة، كان شخصية غير عادية، استطاع في فترة قصيرة أن يتحول إلى الحدث السياسي ومحور الحياة الوطنية.

حمل مشروعاً للبلد، هذا المشروع بالذات تمت مواجهته بكل ما أوتي الخصوم من قوة.

الشهيد رفيق الحريري رئيس مجلس وزراء لبنان السابق أحد أكبر رجال الأعمال كان ظاهرة استثنائية غير مسبوقة في الحياة السياسية اللبنانية، هو من أطلق اكبر ورشة سياسية واقتصادية ومالية وإعمارية وإنمائية…

رغم المعوقات والصعوبات والعراقيل المفتعلة، تمكن بإصراره وصلابته وحنكته السياسية والتفاوضية والحوارية مع الفرقاء اللبنانيين نقل لبنان من مرحلة إلى أخرى أعادته إلى الخارطة العالمية بسرعة قياسية أدهشت العالم وأذهلته، جعلت لبنان محط أنظار رجال المال والأعمال وكبار المستثمرين.

كان المارد المتمرد لإعادة بناء واقع جديد،

فقام بالعديد من الأعمال الخيرية كان أشهرها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36 ألف طالب من كل الطوائف اللبنانية فهو لم يفرق يوماً بين طائفة وأخرى.

لم ينفصل مساره السياسي عن الإقتصادي،

كُلف يوماً نقل رسالة بأن السينودس لن يبحث شؤوناً دينية بل سيناقش الشأن الوطني في لبنان ومستقبله ومستقبل العيش المشترك.

كان بمثابة حامل كلمة السر في فتح الأبواب الموصدة أمام بلاده من أجل تدفق رؤوس الاموال والاستثمارات العربية والاجنبية، فشرع بديناميته واندفاعته اعادة لبنان الى دوره الريادي في المنطقة واستعادة ثقة العالم به، واكب حركة العصر واستعاد لبنان تصنيفه كواحد من البلدان المتقدمة في المنطقة.

ساهم في اعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، وكان له دوراً في صياغة اتفاق الطائف عام 1990.

كما شارك في صياغة القرار 1559بهدف إنهاء تلزيم لبنان لسوريا، وشكل استمراراً للبنان الميثاق وأعاد احياء لبنان الجسر ولبنان سويسرا الشرق .

14شباط 2005 سقط الرئيس رفيق الحريري شهيداً، ظن البعض أن زلزالاً ضرب بيروت، الا انه كان زلزالا للحياة السياسية اللبنانية.

سقط رفيق الحريري على يد الجريمة المنظمة وأجهزتها تم التخطيط بتفجير موكبه بدقة تفوقت على التجهيزات الامنية الحديثة التابعة للموكب ..

جاء اغتيال رفيق الحريري في فترة بالغة الحساسية في لبنان فكان الانفجار.

14 شباط 2023 أثبت رفيق الحريري انه بعد 18 سنة من اغتياله جسدياً استحالة الغائه من متن الصناعة السياسية في لبنان ومن حضوره في الذاكرة العربية والدولية وبعد اغتياله حدثت عمليات اغتيال عدة طالت سياسيين وحزبيين واعلاميين.

انتهت حكاية رجل التسويات اللبنانية

وبدأت مآسي الوطن، لا استقرار ولا حكومة والدولة تعيش حالة من الفراغ، فقر وجوع وفوضى، نقص في الخدمات وغيرها من مقومات الحياة.

إستشهد رفيق الحريري تاركاً خلفه فراغاً سياسياً لم يمتلىء من بعده حتى اليوم فدخل لبنان نفقاً مظلماً تصعب يوماً بعد يوم العودة منه بسلام.

الكاتبة: المحامية جورجينا عسال