خاص tayyar.org -
طالت النقاهة المرفّهة التي يمضيها في الخارج رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فيما لبنان غارق في بؤسه مع انقطاع شبه تام في التيار الكهربائي، في وقت ترسو بواخر الفيول على بعد أمتار من الشاطئ.
ولا يبدو أن ثمة حلا مستعجلا لأزمة الكهرباء، بعدما دلت تطورات الأيام الأخيرة وانكشاف فضيحة انقلاب ميقاتي على موافقته الاستثنائية، أنه ورعاته السياسيين عطّلوا الحل الكهربائي الذين ابتكروه هم، كل ذلك من أجل استخدام حاجة اللبنانيين للخروج من العتمة وتوظيفها سياسيا بغية عقد جلسة ثانية لحكومة الفراغ الرئاسي، وفي ظنّهم أنهم يكرسون بذلك سابقة الجلسة الأولى، واستطرادا ضرب الميثاق والدستور ومستوجبات جعل انتخاب الرئيس أولوية مطلقة لا تتقدم عليها أي أولوية أخرى.
وقالت مصادر معنية إن هذين الابتزاز والكيدية سمة المنظومة الحاكمة التي استولت على مقدرات البلد ٣ عقود كاملة، وتستبيح المحظور لاستعادة شبابها مستغلّة الفراغ الرئاسي وغياب أي رادع لها في رحلة حالة الاستنهاض التي تعوّل عليها.
ولفتت الى أن إنكشاف أمر الموافقة الاستثنائية بحيثياتها، في مقدمها انتفاء الحاجة الى جلسة لمجلس الوزراء تسبق إقرار تمويل بواخر الفيول، أزعج ميقاتي ورعاته، وفضح انقلابهم على كهرباء الـ١٠ ساعات، وأظهر الابتزاز الذي يمارسونه بحق اللبنانيين. وها هو خروج معمل الزهراني من الخدمة بفعل فراغه من الفيول فيما البواخر ترسو قبالة معامل الكهرباء في انتظار الإفراج عنها، خير تعبير عن هذا الإبتزاز.
واستغربت المصادر قلة الاحترام التي يُعامل بها عدد من الوزراء، بحيث لم يعد متوفرا الحد الأدنى من اللياقة واللباقة في تعاطي رئاسة الحكومة مع فريق عملها المفترض. وهو الأمر الدي يتكرر كلّما استُشعِر تهديد لموقع أو صفقة، أو كلما تصدّى وزير يحاول التصويب أو التصحيح. هذا الواقع الشاذ حوّل التضامن الوزاري عملة نادرة.
ورأت المصادر أن الاختباء خلف رئيس هيئة الشراء العام جان العلية لتبرير الانقلاب على وعد الـ١٠ ساعات كهرباء، خير دليل على الدرك الذي وصلت إليه أمور رئاسة الحكومة.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
