2024- 11 - 01   |   بحث في الموقع  
logo 63 عمليّة لـ”المقاومة الإسلامية” خلال الأيام الـ3 الماضية logo تهديد إسرائيلي بقصف مبانٍ في برج البراجنة وحارة حريك logo تحذير إسرائيلي للسكان في الضاحية الجنوبية بالابتعاد عن مواقع حزب الله logo سلسلة غارات إسرائيلية على النبطية.. logo لا وقف قريباً لإطلاق النار ولا مفاوضات logo "ألاعيب" نتنياهو والتفاهمات الأميركية الإسرائيلية تُضمر حرباً طويلة logo أكسيوس: إيران تستعد لهجوم وشيك على إسرائيل.. من العراق logo محكمة باريس تُلغي قرار منع الشركات الإسرائيلية من "يورونيفال"
جبران باسيل أو الفوضى
2022-12-23 11:26:07

اعتاد النائب جبران باسيل منذ تجربته الوزارية الأولى، أنه إذا ما أصر على مطلب واستمر في إصراره عليه، وتمسك بموقفه بصلابة وعناد، فإنه لا بد أن يصل إلى النتيجة التي يريدها، بغض النظر عن التبعات أو الخسائر والأضرار التي قد تقع هنا وهناك، نتيجة إصراره أو وتمسكه بموقفه.
هذا ما حدث في تجربته الوزارية حين توقف تشكيل الحكومة الأولى للرئيس سعد الحريري أسابيع عديدة، ولم تر حكومته النور إلا بعد أن تمت الموافقة على توزير جبران، بالرغم من اعتماد قاعدة عدم توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. وهذه الحجة التي اعتمدت يومها طبقت على غيره وكسرت بسببه ولم تطبق عليه.
صحيح أن الأمر تم نتيجة وساطة وقوة حضور أطراف ومساعي "السين- سين" الشهيرة، لكن في المحصلة رُفض من رُفض ونال ميشال عون جائزة توزير صهره ووريثه السياسي الراسب في الانتخابات، ولم يخب ظنه، فكبر رأس الصهر والعم وارتفع كعبه على غيره وتحققت مطالبه.هذه النتيجة التي وصل إليها جبران لم تكن بسبب تفوقه هو، بل بسبب الأسلوب والمنهج الذي سبق أن اعتمده معلمه العماد عون وتعود عليه، وهو الذي أصرّ على الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وعاد ووصل إليها بعد مسار طويل ومعقد استغرق 28 سنة، بدأ بالتمرد على الدستور والقانون في بعبدا بعد وصوله إلى رئاسة الحكومة العسكرية التي شكلها أمين الجميل قبل نهاية ولايته بدقائق، وصولاً إلى سقوط قصر بعبدا بيد الجيش السوري ثم فراره إلى السفارة الفرنسية، وانتقاله إلى فرنسا إلى آخر الطريق الطويل المتعرج والمعروف، الذي أعاده إلى كرسي الرئاسة الاولى.
الحصيلة تقول إن ميشال عون تمرس على نيل مطالبه بالتعطيل والعناد، وإثارة الغرائز والطائفية والمبالغة الشعبوية ونفخ الأوهام. وحقق كل ما طمح إليه من مناصب بهذا الأسلوب، ونجح في إيصال صهره إلى الذي أراده بغض النظر عن النتائج والأثمان والأساليب المتبعة لتحقيق الأهداف.
مرد هذا الكلام الآن هو الحالة الراهنة التي وصلتها البلاد من تناثر وفوضى، والتي تقف الآن أمام مفترق جديد اسمه مطالب ومواقف جبران باسيل.حال باسيل دون تشكيل حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، لأنها لم تكن وفق شروطه ولا تؤمن مصالحه السياسية وأهدافه ما بعد نهاية الولاية. وهدد أن الأوضاع نتيجة عدم تلبية شروطه ستدخل في فوضى دستورية وأكثر. وهو اليوم نجح وينجح إلى حد بعيد في تنفيذ هذا التهديد، بدليل التعطيل الحاصل في ما تبقى من آلة الدولة المفككة، حتى لو من باب تصريف الأعمال في النطاق الضيق، على قاعدة الحفاظ على حقوق الجماعة الطائفية وصيانتها.
صحيح أن الرئيس نجيب ميقاتي قد حقق حتى الآن تقدماً في بعض النقاط عبر انعقاد اجتماع حكومة تصريف الأعمال، لكن الظاهر أن النزال طويل والبلاد ستدفع ثمناً غالياً ومرتفعاً نتيجة هذه الأوضاع غير المستقرة.
رفض باسيل مجرد الحديث عن انعقاد الحكومة، وراح يرد بأكثر من خطوة نتيجة انعقادها من دون موافقته.آخر هموم باسيل والجماعة العونية أن تتم ترقية الضباط أو لا تتم، أن يتم تأمين أدوية السرطان أو لا تتم، أن تُدفع المساعدات الاجتماعية للموظفين أو لا تُدفع.. لقد اعتادوا على الوصول إلى ما يريدون بغض النظر عن النتائج، المهم أن لا تُكسر كلمة جبران وما يريده هو، أو ما يعتقد أنه حق سياسي له ولجماعته الطائفية والحزبية، ويرغب أو يطالب به.استفادت الجماعة العونية من صفقة مار مخايل إلى أبعد الحدود. فقد هدف حزب الله إلى تأمين تغطية سياسية داخلية وازنة لسلاحه ومشروعه، فكان الغطاء العوني هو الوسيلة المناسبة في مواجهة 14 آذار بما حملته من تطلعات ومشاريع.
مما لا شك فيه أن حزب الله قد حقق مع معاونه العوني نجاحاً منقطع النظير، بدليل تفكك أو تلاشي 14 آذار كجسم سياسي وفعالية محلية، والتي تحولت إلى بقايا دارسة من دون آثار تذكر.
استفاد حزب الله من تغطية العونيين لمشروعه وتحركاته ومعاركه، كما استفاد العونيون من دعم حزب الله على أكثر من مستوى مادي ومعنوي. الاستفادة كانت ولا تزال متبادلة، لذلك فإن التحليلات والتوقعات عن انفكاك التحالف بينهما بعد الأحداث الحكومية الأخيرة، كانت تكهنات من دون أساس صلب. لكن المستجد أن باسيل قد بالغ في مطالبه وتوقعاته بالحصول على ما يريد كما سبق أن اعتاد.صحيح ان حزب الله قد انزعج من موقف وتصرفات باسيل، لكنه لم يكن قادراً على السير بالمواجهة معه إلى الآخر، إذ لا تزال مصالح الطرفين مترابطة ومتداخلة، والحزب ما يزال بحاجة لباسيل الآن كما في السابق، والدليل ما جرى في رميش والعاقبية حيث تدخل باسيل لمصلحة التخفيف عن الحزب.
معروف أن خروج لبنان من عنق الأزمة الحالية لا يتم إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لينطلق بعدها مسار إعادة تنظيم الأمور إذا ما انتظمت. وإذا كان حزب الله يميل نحو إيصال حليفه الآخر سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى، وهو الذي يعتبر أنه التزم معه وانتظر دوره برصانة وأمانة، فإن باسيل يرفض هذا الترشيح لأسباب أعلنها، وأولها أنه لا يعتبر أن فرنجية أهلٌ للرئاسة، كما قال في فرنسا، بغض النظر عن رأي حزب الله ورغبته.
وما زاد في الطين بلة بالنسبة لباسيل، إعلان الرئيس نجيب ميقاتي أنه يؤيد وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، ويعتبر أنه المؤهل لذلك، وأنه بانتظار صديقه وحليفه أن يصل إلى الرئاسة.بات الأمر بالنسبة لباسيل يستأهل مضاعفة الاعتراض والرفض، لكي لا تتكون برأيه ثنائية جديدة أو ترويكا في وجهه، كما أعلن. ولذلك لن يوافق على أن يتقدموا بعد الآن خطوة إلى الأمام. وهو استناداً إلى تجاربه السابقة يقول لهم: تريدون غيري رئيساً أو عوناً لكم، هذا لن يحصل، فعليكم أن تختاروا: إما انا وما أريد، أو الفوضى.
فماذا سيفعل حزب الله أو من لم يعجبه ذلك؟ وماذا ستكون النتيجة؟


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top