تستمرّ التحقيقات لكشف ملابسات جريمة الاعتداء على دورية إيرلندية، تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. تجري التحقيقات على ثلاثة مستويات، الأول تقوده مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والثاني تجريه قوات الطوارئ الدولية، أما الثالث فيجريه حزب الله أيضاً، الذي سارع إلى نفي علاقته بهذا الأمر. وهنا تشير مصادر متابعة إلى أن الحزب بدأ بالتحقيق مع عدد من عناصره، الذين كانوا متواجدين في منطقة وقوع الإعتداء. بالاستناد إلى هذه التحقيقات وما حصل بالتزامن معها من تنسيق وتواصل بين الأطراف المختلفة، فإن الجميع يؤكد أن ما جرى لم يكن مدبراً ولم يتم التخطيط له مسبقاً، وهذا ما يؤكده الجيش اللبناني وحزب الله أيضاً.إشكالية "الطريق البحري"!لا تزال التحقيقات تتركز حول حقيقة ما حصل ولحظة وقوع الإشكال، لا سيما أن هناك تدقيقاً في ما إذا كان قد وقع في منطقة العاقبية حصراً، أم أن إشكالاً سابقاً قد حصل وتطور بالشكل الذي انتهى عليه في العاقبية. وهنا تشير المصادر المتابعة للتحقيقات، إن الدورية الإيرلندية وخلال مرورها على الطريق الدولي إلى الطريق الفرعية في العاقبية، كانت تقصد الاتجاه نحو الطريق البحري. علماً أن هذه المناطق كلها تقع خارج نطاق القرار 1701، أي خارج صلاحيات قوات اليونيفيل.وتضيف المصادر أنه بنتيجة المرور في هذا الطريق الفرعي اضطرت السيارتان لتخفيف سرعتهما، الأمر الذي لفت نظر "الأهالي"، الذين سارعوا إلى التجمهر وقطع الطريق على الآليتين، لإجبارهما على الخروج والعودة إلى الطريق الدولي. هنا حصل توتر بين الأهالي وعناصر الدورية، ما دفع بسائق إحدى الآليات إلى الإصرار على العبور فصدم أحد الشبان واصطدم بعدد من السيارات، ما زاد من التوتر الذي دفع إلى إطلاق النار باتجاه الدورية. وهنا، حسب ما تقول المصادر، فإن إحدى الرصاصات التي اخترقت الشباك الخلفي هي التي أصابت الجندي الإيرلندي الذي قتل، والجنود الثلاثة، ومن بينهم السائق، ما أدى إلى فقدان الآلية لتوازنها وانقلابها.فريق تحقيق إيرلنديوتقول المعلومات إن التركيز السياسي والأمني يهدف إلى تهدئة الوضع، خصوصاً أن بيان الخارجية الإيرلندية أكد أن الدورية كانت متجهة إلى مطار بيروت لتبديل العناصر. وهذا يعني أن الوجهة لم تكن لها علاقة بأي دورية في الجنوب. ما يعني أن قوات اليونفيل لم تتجاوز صلاحياتها. كذلك الأمر بالنسبة إلى الجانب اللبناني وحزب الله، الذي يريد إخراج نفسه من هذا الحادث. بينما تستمر التحقيقات حول توقيت انتباه "الأهالي" إلى دخول هذه الدورية للطريق الفرعية، وإذا كان هناك ما لفت الأنظار من قبل حتى تمكنوا من التجمهر في هذا الوقت القياسي وقطع الطريق. وهنا تقول مصادر متابعة للتحقيق، إن الجميع يقر بأن ثمة خطأ حصل في اعتماد هذا الطريق الفرعي.
في هذا السياق، يفترض أن تبدأ قريباً عملية التحقيق مع الجنود الإيرلنديين الجرحى، للاستماع إلى إفاداتهم. وهذه التحقيقات هي التي من شأنها أن توضح الكثير من الملابسات. وفي هذا السياق تشير المعلومات إلى أن فريقاً أمنياً ايرلندياً سيزور لبنان في الساعات المقبلة للاطلاع على مجريات التحقيق، الذي يفترض ان تصدر نتائجه خلال 72 ساعة كحد أقصى.