2024- 05 - 28   |   بحث في الموقع  
logo خلف :الجنوب الملتهب ينادينا لموقف انقاذي جامع logo بري بحث مع لازارو الوضع جنوبا وعرض مع لازاريني لوضع الاونروا logo ميقاتي: ندعو إلى سماع اصوات كل وطني مخلص لأننا نتكامل مع بعضنا logo الذهب يرتفع وسط ترقب لبيانات التضخم الأميركية logo معلومات تُنشر "لأول مرة" عن إغتيال قاسم سليماني logo إليكم مقررات جلسة مجلس الوزراء logo قطاع أمام تحدٍّ... الإستقرار العنصر الأهم! logo بعد ضبط جوازات سفر مزورة... بيان من الأمن العام
مقتل رجل بسبب أفضلية مرور..الأمان المفقود في شوارع لبنان
2022-12-13 16:56:07

لم تعد أخبار القتل ومَشاهده، صادمة، أصبح عادياً مقتل رجل بسبب أفضلية مرور أو لأنه أطلق بوق سيارته بوجه أحدهم، الانهيار جر معه إلى الهاوية قيمنا وإنسانيتنا، لدرجة أن البعض قد يلوم الضحية لأنه لم يفسح الطريق ويتحاشى الإشكال، أو لأن القاتل يعاني ما يعانيه من ضغوط الحياة، من عجز عن شراء دواء أو تأمين قوت العيش لعائلته.
الجريمة التي حصلت اليوم في طرابلس!!هيدا بلد ما عاد ينعاش فيه!! قوّصه ولا كأن عم يقتل سمكة!! شو هيدا يا الله!! pic.twitter.com/UYE0jNBcUq
— عبد الرحمٰن السّيد (@abedgsayed) December 12, 2022
يقود رجل سيارته البيضاء من نوع "رابيد" في أحد شوارع طرابلس، متجهاً إلى بيته ربما بعد يوم عمل طويل بالكاد حصّل خلاله قوت يومه، يعلق كما كل يوم، ومثل كل اللبنانيين، في زحمة سير. ومثل كل اللبنانيين أيضاً، يبدأ بسماع بوق ينهره من الخلف ويلح عليه لكي يتحرك، يضغط البوق الآتي من الخلف على أعصابنا جميعاً وحتى لو امتلكنا فسحة للتحرك، فإننا نتجمد في مكاننا أحياناً كثيرة، من باب النكاية لا أكثر، من دون أن نتوقع أن نتلقى في المقابل رصاصة في الرأس. ما يزيد حنقنا هو أن هذه الدراجات النارية الصغيرة التي ازداد عددها بشكل مضطرد بعد الأزمة، تعتبر أنها تمتلك الطرق وأننا مجرد ضيوف عليها، وعلينا أن نتيح لها المجال كلما أراد أحدها المرور، متذرعاً بأن القانون لا ينطبق عليه، ومهما حدث فإن الذنب سيقع على عاتقنا. يترجل صاحب الدراجة النارية ويقترب من الرجل في سيارة الـ"رابيد" البيضاء، يشهر مسدسه ومن دون أن يعطي أي مجال للأخذ والرد، من دون شتائم تطال الأعراض ولا تدافُع بالأيدي، رصاصة في الرأس كانت كافية لاختصار ذلك كله. يعود الشاب إلى دراجته النارية ويتابع سيره كأن شيئاً لم يكن بعدما أصبحت الطريق سالكة.
هيدا لازم ينعدم بنص طرابلس هيدا يلي قوص الشب عبدالله عيسى pic.twitter.com/ODGxMFS40V
— Noun (@noun78544) December 12, 2022
يختلف الخبر بين أن نسمعه من عابر سبيل أو من صديق التقيناه على فنجان قهوة، وبين أن نشاهده، مسجلاً خلال تصفحنا لمواقع التواصل، نتقمص السائق، نسمع صوت البوق خلفنا وإلى حد ما نستشعر اللحظات الأخيرة من حياتنا بينما تخرج الرصاصة من فوهة المسدس وتتجه إلى روؤسنا. من يؤمن بالدولة يطالب بتعليق المشانق ومن لا يؤمن، يطالب بالأمن الذاتي وهو واقع باتت تعيشه العديد من المناطق والأحياء اللبنانية. بالنتيجة، أن تعطي الرجل مسدساً فإنك تعطيه رخصة للقتل.
#طرابلس هيدا يلي على الموتى قوص صاحب الفان بدينتو بس لانه ما قدر مرق الأمن والقانون لا يتحققا بالتراضي والإقناع بل بالقوة والحزم والصرامةالدولة غائبة ولن تتحرك لذلك لا بد من وجود مجموعات محلية تضمن الأمن الذاتي pic.twitter.com/xcK3fykdqP
— Tania Chamoun (@Tania_Chamoun) December 13, 2022
يقول محمود درويش في واحدة من أجمل قصائده: "الوطن أن أعود في المساء، أن أشرب قهوة أمي"، الوطن بالنسبة لدرويش لا يرتبط بحدود جغرافية مرسومة في الخرائط، في الكتب والمؤسسات العامة، إنما بالأمان الذي يشكل جزءاً أساسياً من شعورنا بالانتماء والمواطنة. أينما تنقلنا اليوم في شوارع لبنان، يسيطر علينا شعور بالارتياب، المبنى على جانب الطريق ينتظرنا لكي نصل تحته حتى ينهار فوقنا. الإشارة الخضراء نشعر أنها تغشنا فلا نجرؤ على اجتيازها. كل مستوعب نفايات عبارة عن قنبلة موقوتة، كل دخان متصاعد نذير انفجار قادم، كل عابر سبيل نراه قاتلاً متسلسلاً، مستعداً لأتفه سبب لكي يحجز لنا تذكرة إلى الآخرة، وكل هرة مشردة ترانا وجبة عشائها التالية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top