2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo مناورة هجومية إسرائيلية عند حدود لبنان.. و"الحزب" يقصف ثكنة logo "قبل بدء هجوم رفح"... مهلةٌ من إسرائيل لحماس! logo بموقف موحد... "شرطٌ" تركي لإعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل! logo "زلزال 6 درجات"... توقعات راصد الزلازل الهولندي صدقت! logo "حزب الله الخليجي" يظهر في معقل أميركا العسكري... "سرايا الأشتر" الى ساحات القتال: لبيك يا علي! logo الصحة في غزة: ارتفاع الحصيلة في القطاع إلى 34,622 شهيدا وأكثر من 77,867 مصابا logo بيسكوف: تصريحات كاميرون تصعيد مباشر وخطير للحرب في أوكرانيا logo عقوبات بريطانية على مجموعتين وأفراد في إسرائيل بسبب العنف في الضفة الغربية
قصر بعبدا: قريب من حارة حريك بعيد من بكركي
2022-08-11 16:26:21

التقاليد القديمة مصيرها التغيّر أو الاندثار. بعضها يبقى كفلكلور وبعضها الآخر يُهمل ويتبدد.
رئاسة الجمهورية في لبنان، المعقودة للموارنة، كانت صنيعة إرادات داخلية تتماشى وتتكيّف مع إرادات خارجية مؤثرة. فالحفاصة السياسية تقتضي باستمرار الموازنة بين المصالح المحلية والمصالح الدولية، خصوصاً لبلد صغير كلبنان.وتقليدياً، كانت البطريركية المارونية تسهم إلى حد ما في رسم "بورتريه" الرئيس المنشود. فالشأن الطائفي لهذا المنصب كما سائر المناصب الأساسية في الدولة، يفرض على الكنيسة المارونية أن تمنح رضاها وبركتها للمرشح الأوفر حظاً، وربما "تساعد" في تسميته. وغالباً ما كان يؤخذ برأي بكركي في تحديد المواصفات الرئاسية على الأقل.
كذلك، بين المبالغة والأسطرة والحقيقة، كان لعواصم كالقاهرة (حتى نهاية الستينات)، والرياض، وباريس، وواشنطن، ودمشق.. رأياً بالغ الأثر في اختيار الرئيس أو ترجيح مرشح على آخر. وكانت "التقاليد" تستلزم مشاورة تلك العواصم أو بالحد الأدنى التقاط الإشارات وحسب.
في كل الحالات، كان جميع هؤلاء "الناخبين" يتجنبون التطرف أو الاستفزاز في الترشيح أو الاختيار.حتى هذا التقليد "الديبلوماسي" الذي كان يتحفّظ عن التدخل السافر سرعان ما تهاوى، إثر الاستعصاء الخطير الذي بدأ يهيمن على السياسة اللبنانية، كما حدث مثلاً عام 1988، حين نُسبت لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ريتشارد مورفي العبارة الشهيرة "مخايل ضاهر أو الفوضى". أو حين استفردت دمشق بوصايتها على لبنان في عهدي الياس الهراوي وإميل لحود.
وقبل ذلك، كان انتخاب بشير الجميّل كتتويج لغزو إسرائيل عام 1982 -وحينها بدت تل أبيب لأول مرة هي الناخب الأول- إطاحة تامة بمبدأ التوافق أو المشاورة الداخلية والخارجية في عملية انتقاء الرئيس الأنسب.أما البطريركية المارونية، فتلقت ضربة تاريخية عام 1989، حين اقتحم أنصار الجنرال ميشال عون بكركي وكان مشهد الاعتداء على البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير. منذ ذاك اليوم، ما عادت البطريركية هي نفسها، وما عاد لها تلك "الهيبة الرئاسية". لقد كسر أنصار عون في ذاك اليوم المناعة المارونية. ومنذ ذاك الحين، ستستسهل دمشق إهمال البطريركية ونبذها من "المجمّع الانتخابي".
بعض الترميم للتقاليد إضافة إلى التفاهمات وموازين القوى التي سادت جمهورية الطائف حتى خريف 2004، انتهت بصدام دمشق مع واشنطن-الرياض-باريس. فانهار سقف الطائف على نحو دموي في شباط 2005.كان ذلك إيذاناً بوصول ناخب جديد لا يقيم وزناً كبيراً للتقاليد السالفة. كانت طهران مستشرسة للوصول إلى شواطئ المتوسط، وحليفها الاستراتيجي، حزب الله، نفد صبره لتحويل انتصار عام 2000 إلى وقائع سياسية ودستورية "تأسيسية".
رغم ذلك، كان للأغلبية النيابية حينها ولقوة واشنطن وباريس و"المحور العربي" القدرة على الكبح والوصول إلى توافق على اختيار ميشال سليمان.العنف المحلي وانفجار الإقليم، كانا كفيلين بالقضاء على حتى التقاليد البرلمانية والدستورية. لحظة 2014 التي ستتمدد حتى العام 2016، كرست إلى أمد طويل تقليداً جديداً لا يمكن تجاوزه أو مواجهته: حارة حريك هي التي ترجّح اسم رئيس الجمهورية العتيد.
بهذا المعنى، الوقوف على خاطر البطريركية المارونية من قبل هذا المرشح أو ذاك، أو استشارة السفارات لها والتشاور معها.. بات أقرب إلى الفلكلور. طقوس من اللياقة والديبلوماسية وحسب.ويمكن أيضاً، وفق تجربة انتخاب ميشال عون، أن تصير جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد هي نفسها مناسبة فلكلورية.. لا أكثر.الأمين العام لحزب الله، وإن كان دوماً "يدرس" الوقائع ولا يتجاهل الحساسيات أو موازين القوى، يبقى هو "سيد" الناخبين. ولا يضيره استمرار الفلكلور.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top