هل بدأ رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، حركته "الرئاسية" من الديمان ومن زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي؟ يُطرح السؤال، لأن زيارة فرنجية إلى المقر الصيفي للبطريركية المارونية كانت قد سبقتها تسريبات متعددة، تفيد أن الرجل سيبدأ خطوات لها صلة بالاستحقاق الرئاسي، من خلال عقد سلسلة لقاءات مع شخصيات مختلفة. مصادر متابعة تشير إلى أن فرنجية يتصرف وكأنه المرشح المتبنى من قبل حزب الله وحلفائه، من دون الحصول على موقف نهائي من التيار الوطني الحرّ بعد. وسط محاولات لإصلاح العلاقة مع جبران باسيل. مواقف فرنجية من الديمان كان لها وقعها وبُعدها، في المعركة الرئاسية.الحقيقة والتمنياتتأتي زيارة فرنجية بعد ساعات على موقف عالي النبرة صدر عن الكنيسة المارونية، رداً على توقيف النائب البطريركي موسى الحاج في معبر الناقورة واستدعائه إلى المحكمة العسكرية. وهنا أظهر فرنجية تضامناً مع البطريركية منتقداً القضاء المسيس. وأشار فرنجية بعد اللقاء إلى أن "العلاقة مع البطريرك الراعي كانت دائماً ممتازة وستبقى ممتازة، وأنا مع التحييد والواقعية، والحقيقة شيء والتمنيات شيء آخر".
ولفت فرنجية إلى أن "الحوار هو الذي يؤدي إلى التفاهمات حول كل شيء، وموضوع سلاح حزب الله هو موضوع إقليمي، والمزايدات توصّل إلى التشنّجات"، مضيفاً أن "القضاء اليوم في لبنان مسيّس والمشكلة أن القاضي أصبح يخضع للترهيب السياسي والإعلامي". ورأى أن "هناك طابوراً خامساً في قضية المطران موسى الحاج"، وأكّد أن "موقف المقاومة هو موقف قوّة للبنان".مرشح الرئاسةورداً على سؤال عما إذا كانت تنطبق عليه مواصفات رئيس الجمهورية التي قالها الراعي، لفت فرنجية، الى أن "البطريرك لم يقل لي العكس وأنا منفتح ومعتدل ورجل حوار. ولكن لدي موقفي السياسي". وأضاف فرنجية، أنه "لا علاقة مباشرة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل"، لافتاً إلى أن اللقاء الذي حصل بين النائب فريد هيكل الخازن وجبران باسيل حصل بعلمه ولكن ليس هو من طلبه، خاتماً: "أنا مع تشكيل حكومة بأسرع وقت".
وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن فرنجية سيستكمل خطواته بلقاء المزيد من الشخصيات السياسية في المرحلة المقبلة، لا سيما أنه يعتبر نفسه الأوفر حظاً في انتخابات رئاسة الجمهورية. إلا أن هناك جهات نيابية متعددة تعارض وصوله، وهي تسعى إلى التوحد على موقف واحد، لمنع وصوله من خلال الاتفاق على مرشح بديل.