2024- 05 - 06   |   بحث في الموقع  
logo المرتضى: متضامنون مع الدكتور غسان أبو ستة logo الحكومة الألمانية تحض “إسرائيل” وحماس على عدم تعريض مباحثات الهدنة “للخطر” logo حماس: أي عملية عسكرية في رفح لن تكون “نزهة” لجيش العدو logo خططٌ لِتفكيك حماس... الجيش الإسرائيلي سيجري عملية إجلاء "محدودة النطاق" logo في البيت الأبيض... لقاءٌ "مرتقب" بين بايدن والملك عبد الله يوم الاثنين logo الورقة الفرنسية... ماذا يحمل الردّ "الحاسم"؟ logo مقتل جنديين وجرح آخرين... "F15" إسرائيلية تحاول اعتراض مسيّرة حزب الله (صور) logo بوحبيب يلتقي وزيرة خارجية هولندا
هجرة الشّباب اللّبنانيّ (مارون عبدالله الزّغبي)
2022-07-13 17:57:12



تسيطر على عقول الشّباب اللّبناني الهجرة، كحلّ لما يعانيه الجيل الواعد من ضغوطات اقتصاديّة، اجتماعيّة، وسياسيّة خارجة عن إرادته، فما إن ينهي الشّاب مرحلته المدرسيّة، يبدأ بالتّخطيط باحثًا عن تلبية طموحاته، ولكنّ المفاجأة أنّ النّسبة الأكبر ترسم دروبها خارج نطاق الوطن، معتبرين أنّ لبنان الحالي مدمِّر لطموحاتهم الواسعة، ويبقى السّؤال، من المسؤول عن فقدان أمل الشّباب بوطنهم؟


منذ اندلاع الحرب الأهليّة عام ١٩٧٥، بدأت "الهجرة الشّبابيّة" تطرق أبواب البيوت كافّة، فالفساد والفشل الأمني والاقتصادي فتح المجال بل كان السّبب الأساسي لهجرة العديد من طالبي العلم والمعرفة، أو طالبي فرص العمل. فكان عنصر التّجديد يبتعد شيئًا فشيئًا عن جذوره، منهم من هاجر إلى حيث لا يدري، ومنهم من لجأ إلى الأقارب للمساعدة في الحصول على مبتغاه. وبهذا، تكون الميليشيات المنفّذة للأوامر الخارجيّة والمُتَنازِعة على أرض الوطن قد ضربت الجيل الشّاب الذي يمتلك القدرة والعزيمة للوصول إلى التّغيير الحقيقي، فهل كان الهدف إبعاد الشباب لتدمير العقول المفكّرة التّغييرية الجديدة والسيطرة على ما تبقّى؟


من نقطة جديدة، فالسّياسات الخاطئة المعتمدة بهدف تحقيق النّهوض الاقتصادي المرحليّ غير المتوازن منذ عام ١٩٩٢ كانت من الأسباب الأساسيّة لهجرة العديد من الشّباب مانعةً إيّاهم من سطوع نجمهم في القطاعات الصناعيّة والزّراعيّة، إذ إنّ تلك الحكومات بسياساتها الخاطئة أعطت الأولويّة لقطاع الخدمات، وبخاصّة السياحة منه، مع العلم أنّ الأحوال الاقتصاديّة، الأمنيّة، والإجتماعيّة للبنان دائمة التبدّل مرهونةٌ دائمًا إلى ما يُمليه الخارج.
بهذه الممارسات، تكون الحكومات اللبنانيّة قد ضربت القطاعات المنتجة في البلاد محوّلة الاقتصاد المحلّي إلى اقتصاد ريعي، غير مُنتِج. بناءً على ما ورد، لماذا لا تُعاقَبُ الأطراف والحكومات المسؤولة عن جريمة حرمان الشّباب من أرض الوطن؟


إلى يومنا هذا، نعيش تأثير السّياسات الخاطئة المميتة، ولكنّ الضربة القاضية لمشروع بناء لبنان الشّبابي كانت عام ٢٠١٩، عندما نفّذ المتآمرون حراكًا حاملًا شعار التّغيير ولكنّه في الصّميم حراك الخارج على الأراضي اللّبنانيّة، وذلك لأهداف سياسيّة إلغائيّة، فقد انتفض هؤلاء مُقفِلين المناطق مُرجّعين ذكرايات الحواجز الميليشياويّة إلى عقول النّاس، أمّا ما نتج عن هذا الحراك، فهبوط للعملة الوطنيّة لصالح الدّولار الأمريكي، ممّا أدى إلى انخفاض الاستثمارات، فالعديد من الشّركات قد أقفلت أبوابها في وجه موظّفيها، ممّا رفع نسبة البطالة إلى ما يفوق ال٤٠٪. إنّ ارتفاع البطالة، وانخفاض القدرة الشّرائيّة، بالإضافة إلى هروب الرّساميل نتيجةً لتردّي الأوضاع الأمنيّة في البلاد، كانت ولا تزال أساس الهجرة الشّبابيّة اللّبنانيّة، والمآمرات الخارجيّة مستمرّةً من خلال عملائها في الدّاخل، رادعةً أيّ محاولة نهوضٍ للبنان، مدمِّرةً للرّوح التّغييريّة الجديدة، ناشرةً للقيم الجديدة المدمّرة والمضرّة بهدف تشتيت الشّعب فيها ومتابعة الشّجارات الغير منتجة داخليًّا.


إضافة إلى ما سبق، تفشّي فيروس كورونا والإغلاق العالمي قد أصاب لبنان إذ أنّه دمّر القطاع السّياحي، وما تبقّى من القطاع الصّناعي والزّراعي، مساهمًا في إغلاق العديد من المصانع والمطاعم والمقاهي ممّا أدّى إلى إقفال الأبواب الوظيفيّة في وجه الشّباب، وبالتّالي قضاء البطالة على تلك العنصر التّغييريّ "المصاب".


مؤخّرًا، بدأت الهجرة الجماعيّة تهدّد المجتمع اللّبنانيّ، وذلك من خلال التّوقعات السلبيّة تجاه مستقبل البلاد إذ أن أغلبيّة التّوقّعات وخاصّة توقّعات البنك الدّولي تشير إلى أنّ لبنان بحاجة إلى ما بين ١٥ و ١٩ سنة ليعود إلى مستوياته عام ٢٠١٧، ومع استمرار "الكباش السّياسي" الكيديّ وانتشار ظاهرة الخطوط الحمر بهدف الهروب من العدالة والمحاسبة، وتبقى الآمال بالعودة السّريعة ضئيلة. كما وأنّ الهجرة الجماعيّة ستفتك في المجتمع اللّبنانيّ نتيجة هجرة أصحاب الاختصاصات المطلوبة بخاصّة البارعين منهم، كالأطبّاء والممرّضين الأساتذة الجامعيّين والمدرسيّين.

أمّا نهاية الكلام، فأتوجّه به إلى الجيل الواعد، الذي من أرجائه تسطع رائحة الأدباء والأبطال، فيا أرباب الغد، فكّروا في وطنكم، أعطوه كي يُطيكم، أجدادكم أسّسوا، وعليكم المتابعة، احصروا أساس طريقكم في وطنكم، أنتم من سيبني المستقبل، التّغيير لكم وبين أيديكم، والدّور الآن لكم، شاركوا في تغيير حالة وطنكم، لأنّكم وأرضكم والحقّ، أكثريّة!


مارون الزّغبي



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top