توفي صباح أمس الممثل بيار شمعون، نجم الكوميديا والشاشة الصغيرة، بعد مسيرة فنيّة طويلة شارك فيها في مسرحيّات وبرامج ومسلسلات عدّة. واشتهر من خلال أدواره الكوميدية وخصوصاً في البرنامج التلفزيوني الانتقادي "بسمات وطن".
نعته نقابة الممثلين اللبنانيين قائله "إنه أفنى حياته على شاشة التلفزة والمسرح والسينما"... ونعاه وزير الثقافة محمد المرتضى في بيان جاء فيه: "نجم جديد يسقط من فضاء الفن اللبناني، بعد عقود طويلة من التألق على المسارح والشاشات. بيار شمعون الذي سكن عيون أجيال في مختلف الأدوار التي لعبها، أغلق اليوم الصفحة الأخيرة من كتاب عمره الزمني، ليفتح الصفحة الأولى من كتاب عمره النوراني، وهاجر من الأرض التراب ليقيم في ذاكرة الثقافة وأشواقها".
ولد بيار شمعون وهو شقيق الكاتب طوني شمعون في زحلة العام 1959، وتعود جذوره إلى بلدة سرعين البقاعية. درس الفنون والمسرح في الجامعة اللبنانية. أول عمل شارك به مسرحية "جزيرة العصافير" للمخرج شكيب خوري وكرت السبحة، مسرحيات "عمتي نجيبة.. هريبة يا أوادم .. عريسين مدري من وين"، و"نادر مش قادر". في التلفزيون شارك في العديد من المسلسلات، نذكر منها مسلسل "عيوق ورفقاتو"، "شريعة الغاب"، "رصيف الغرباء"، "موت أميرة"، "حنين الدم"، "كراميل"، "أمير الليل"، "موجة غضب"، "الشحرورة"، "حبيب ميرا"، "تلاميذ آخر زمن"، و"الأستاذ مندور".
في السينما شارك في عدد من الأفلام منها "كذبة بيضاء"، "ملا علقة"، و"كاش فلو". في حياته اليومية كان بيار شمعون يهوى الصيد في لبنان وسوريا وغيرها، يستمتع بالرحلات مع الفنان الراحل ملحم بركات ويعشق الطبيعة والتأمل، وفي السنوات الأخيرة انتقد بشدّة طرق الصيد الجائر من جماعة النرجيلة، إذ يبيدون العصافير والطيور من خلال الشباك، أو خداع العصافير من خلال صوت المسجل.
وقال الممثل سمير شمص في وداعه "بكرت يا صاحبي وأدميت قلبي". وكتب نقيب الممثلين نعمة بدوي في فايسبوكه"على غفلة رحلت. تركت الاسى والحزن في نفوس محبينك. فنان، انسان، محب، محبوب، مبدع خلاق وخلوق. زارع الفرح في نفوس الناس. تركت غصة في القلوب رحمك الله واسكنك في عليائه". وكتب الروائي جورج يرق "بيار شمعون الممثل اللافت في المسرح والتلفزيون غادرنا، وهو في ريعان العطاء.
أتذكّره أنيسًا لطيفًا محبًّا إذ كنت أراه على نحو شبه يوميّ، أيّام الحرب وإقامتي بعيدًا عن أهلي، بحكم صداقة وطيدة جمعتني وشقيقه طوني، وتاليًا مع جميع أفراد الأسرة، الذين عاملوني كواحد منهم.
اليوم، خُتمت المسرحيّة، وأُسدلت الستارة ولا يزال الجمهور منتظرًا ظهور بيار الذي، خلافًا للعادة، لم يخرج إلى تحيّته على وقع التصفيق والتهاني". وقال المخرج عبيدو باشا "العالم الآن نذر تتبخر عند بيار شمعون. إنه الآن فوق اجنحة النورس الملكي، الملائكي، بعد أن وشمه الله بحفن من نور فاخر. سفره وصفة ضد الوحشة، العزلة. ضد هبَّة السواد المهلكة. ثمة من نشهد موتهم وهم لا يموتون.