2024- 06 - 03   |   بحث في الموقع  
logo حادثة في الجنوب.. هذا ما فعله سوريّ بأحد الأطفال! logo بين الضاحية والحدت… توقيف أفراد شبكة “توزيع وترويج” مخدرات logo رداً على ‌إستهداف ‏مارون الراس… “برانيت” تحت مرمى “بركان حزب الله” logo بالصور: إليكم ما ضبطته الجمارك في المطار logo بعد سحبه من الصرّاف الآلي… سرقة راتب عسكري متقاعد بقوّة السلاح logo عصابة أفرادها من السوريين… تجمع الأموال من المناطق اللبنانيّة وهذا ما تفعله بها logo ما جديد التحقيقات في جريمة قتل الشاب عزام أبو ليلى؟ logo غارة إسرائيلية تستهدف سيارة إسعاف في الناقورة… ماذا في المعلومات الأوليّة؟
أحمد عبدالحسين...مظفر الذي ضاعت روحانيته في ما أحبّه الجمهور
2022-05-20 19:26:14

مظفر النوّاب شاعر صوفيّ. قلّما انتبه أحد إلى ذلك. ضاعتْ روحانيته في أغراضه الأخرى التي أحبّها الجمهور وتلقّفها في زمنٍ كانت فيه شتيمة الحكّام، وظيفة الشعراء الثوريين، قبل أن تصبح متاحة للجميع في وسائل التواصل.يشفّ مظفر ويرقّ حتى لتنسى أنه المناضل الذي سُجن وهو في مقتبل عمره، وأنه حفر مع رفاقه خندقاً ليهرب من السجن في واقعة ستظلّ فريدة في غرائبيتها، وأنه الهجّاء الأكثر حدّة في الشعر العربيّ، وتنسى "حزبيته" التي تلوح في ثنايا نصه، تنسى ذلك حين تسمو به "روحانيته الماديّة" بعيداً عن أرض التزاحم والكثرات والنزاعات.كتبتُ مرة مقدمة لديوان الشاعرة الإيرانية الكبيرة "فروغ فرخزاد" وذكرت أن لديها تلك الصوفية الممتزجة بتراب الأرض ومتطلعة إلى سماء الروحانية، وأحسب أن مصطلح "التصوّف الماديّ" الذي يصدق لوصف فروغ يصدق كذلك لوصف مفكرنا العراقي هادي العلوي، كما يصدق بشكل أكيد لوصف شاعرنا الذي رحل اليوم.في أيام دمشق، أيام النفي، وكنّا نلتقي مع مظفر أسبوعياً تقريباً صحبة مثقفين عراقيين وسوريين، حدثني مظفر عن تجربة حياة بعد الموت عاشها هو شخصياً. قال: كنت في المستشفى، وتوقف قلبي، متُّ ورأيتني أرتفع شيئاً فشيئاً ورأيت القادمين لزيارتي ثم انفتحت بصيريتي بشكل لا يصدّق حتى رأيت الكاظمية وبيتي الأول وصرتُ أعرف أشياء لم أكن أعرفها، قبل أن أعود إلى الحياة ثانية. لم يكن يتكلم عن الأمر بوصفه معجزة أو عجيبة، بل يراه كشفاً عما يمكن للإنسان أن يعرفه إذا أحسن التأمل في ذاته.
في شعره المصفّى من كدورة الغرض نلحظ شفافية كهذه:
سقطتْ زهرةُ لوزٍ، غيمةً في قدحي
يا ربّ ما هذا النَّقا؟
غرقتْ، لم أستطع إنقاذها،
أصبعي زاغت من السُّكرِ، وقلبي شَهَقَا.
ما لها الكرمة لا تعرفني؟ أمسِ رقرقتُ لها خمرتَها
وأنا اليوم على خمرتِها، دمعي وأمسي رقرقَا!مات مظفر النوّاب اليوم مرة ثانية وأخيرة، وهو الآن يرتفع أعلى منّا، أكثر معرفة وأشدّ بصيرة، يستذكر منبته الأول وحياته المديدة التي عاشها بشرفٍ ونقاء ضمير وشعر ستتناقله الأجيال...(*) مدونة نشرها الكاتب العراقي أحمد عبد الحسين في صفحته الفايسبوكية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top