يبدأ الجيش الإسرائيلي الجمعة، مناورات عسكرية خاصة تحاكي شن ضربة عسكرية على إيران، وذلك ضمن التدريبات التي يجريها منذ مطلع أيار/مايو تحت مسمى "مركبات النار"، التي يحاكي فيها الجيش الإسرائيلي، حالة حرب وقتال على جبهات عديدة في الوقت ذاته.
جبهات متعددة
وتحاكي هده التدريبات إمكانية اشتعال الأوضاع في أكثر من جبهة بدءاً من الضفة الغربية المحتلة إلى تصعيد عسكري في قطاع غزة، وحتى اندلاع حرب على الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان، إضافة إلى اندلاع اضطرابات ومواجهات في البلدات والمدن العربية داخل أراضي-48.
كما أن "خيار" اغتيال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقائد هيئة أركان "كتائب القسام" محمد الضيف؛ "ما يزال قائماً"، بالنسبة للجيش، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان 11) مساء الثلاثاء. في المقابل، أفاد تقرير إسرائيلي بأن المناورات المذكورة ستشهد مشاركة من قِبل الولايات المتحدة، التي ذكرت وزارة خارجيتها ليل الثلاثاء، أن "الدبلوماسية هي السبيل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".
يأتي ذلك فيما يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأربعاء، ليلتقي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
والثلاثاء، قال غانتس إن إيران تبذل في هذه الأثناء جهداً من أجل استكمال وإنتاج 1000 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في موقع تحت الأرض وقريب من نطنز.
وأضاف أن "أحد الدروس من الحرب في أوكرانيا هو أنه من الصواب ممارسة القوة الاقتصادية، السياسية إذا احتاج الأمر القوة العسكرية أيضا، مسبقاً بقدر الإمكان، وربما يمكن منع حرب بهذه الطريقة".
وأضاف أن "هذا الأمر ينطبق أيضا على الوضع الذي نتواجد فيه مقابل إيران. وبالإمكان تقليص ثمن هذه الحرب المستقبلية المحتملة من خلال ممارسة ضغوط متعددة الأبعاد، من جانب العالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسع. وأثمان مواجهة التحدي الإيراني في الأبعاد العالمية والإقليمية اليوم أعلى مما كانت عليه قبل سنة وأقل مما ستكون بعد سنة".
خطط الهجوم
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يكثف استعداداته لشن هجوم محتمل على إيران، فيما أوضحت "مكان" أن ذلك يأتي "على خلفية الجمود في المحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى"، وعلى هامش التدريبات العسكرية الإسرائيلية المسمّاة ب"عربات النار".
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن لديه حالياً خططاً لشن هجوم في إيران، لكن وفقا لهيئة البث، فإن "كبار المسؤولين (الإسرائيليين) يقدّرون بأن الجيش يحتاج إلى عام على الأقل لاستكمال الاستعدادات لخطة أساسية، ووقتًا أطول لاستكمال الاستعدادات للخطة الأفضل".
وتضمّ التدريبات قوات من فرقتيْن من المظليين، تحاكيان اجتياحا أرضيًا عميقًا في لبنان. ولفتت الهيئة إلى أنه "تمّ تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذه التدريبات". وأوضحت أن "معظم التدريبات تجري في الشمال، بما في ذلك منطقة وادي عارة وأم الفحم"، مشددة على أن الجيش "لا ينوي تغيير مخطط التمرين رغم معارضة رؤساء السلطات العربية".
تعثر المفاوضات
أما في ما يتعلّق بالمفاوضات بين النووية، فيقدر الجيش الإسرائيلي أن الأطراف قد وصلت إلى "طريق مسدود حقيقي، بناءً على مبادئ يصعب على أي من الطرفين (طهران من ناحية والقوى العظمى من ناحية أخرى) الانسحاب منها".
وفي هذا السياق، لفتت هيئة البث إلى أن "الرسائل التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة هي رغبة في استنفاد المفاوضات في هذه المرحلة". وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يأمل في زيادة العقوبات وحدّتها على إيران، أو على الأقل تطبيق العقوبات القائمة. كما يأمل الجيش الإسرائيلي في "المزيد من العمليات الهجومية الأميركية، وخلق خيار عسكري أميركي... (من شأنه أن يمثّل) خياراً ثانوياً للخيار العسكري الذي تُعدّه إسرائيل"، بحسب الهيئة.
مشاركة أميركيّة
وبحسب تقرير أوردته القناة الإسرائيلية 13، فإن "القوات الجوية الأميركية ستشارك في التمرين على شكل تزويد طائرات مقاتلة إسرائيلية بالوقود في طريقها إلى الهجوم" المفتَرض. وذكر تقرير القناة أن المشاركة الأميركية في المناوارت، يمثّل "رسالة للإيرانيين، فيما المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، متعثرة".
وأشار التقرير إلى أن وجهة النظر الإسرائيلية، ترى أنه "إذا لم يهاجِم الأميركيون (إيران، في حال هاجمتها إسرائيل)، فسوف يساعدوننا على الأقل". ولفت إلى أن قائد القيادة المركزية الأميركية إيريك كوريلا قد وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، موضحاً أنه "سيكون مسؤولا عن التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي".