لا يرى المستشار الألماني أولاف شولتس أي تغيير في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد مرور شهرين ونصف الشهر على اندلاع الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، وسط تصميم غربي على"افشال المحاولة الروسية" عززه تمدد "الناتو" شرقاً الى الدول الاسكندنافية، بموازاة احتدام المعارك التي كبدت الجانب الروسي حتى الآن، 200 طائرة أسقطتها أوكرانيا منذ بدء الحرب.
وقال شولتس في مقابلة نشرها موقع "تي أونلاين" الألماني الإخباري، السبت، إنه من الواضح أيضا أن روسيا لم تحقق أيا من أهداف الحرب التي ذُكرت في البداية. وذكر شولتس أنه لم يتم احتلال أوكرانيا، بل دافعت عن نفسها بمهارة كبيرة وشجاعة وإرادة لتقديم التضحيات.
وقال شولتس: "لم ينسحب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل عزز قواته في الجناح الشرقي للحلف. وسيصبح الحلف أقوى عندما تنضم فنلندا والسويد إليه"، مضيفا أن الجيش الروسي نفسه عانى من خسائر كبيرة، أكثر بكثير مما تكبده على مدار عشر سنوات خلال حملة الاتحاد السوفيتي على أفغانستان.
وقال شولتس: "سيتضح لبوتين ببطء أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو التفاهم مع أوكرانيا"، موضحاً أنه لا يمكن التوصل لاتفاق عبر سلام تفرضه روسيا.
وفي الوقت نفسه، وعد شولتس أوكرانيا مجددا بمزيد من الدعم، عبر تسليمها أسلحة، على سبيل المثال، وقال: "نعم، سنستمر. سنواصل أيضا فرض العقوبات. لأن هدفنا إفشال محاولة الغزو الروسي. هذا هو المعيار لأفعالنا". وأضاف شولتس: "بالنسبة لفكرة بوتين المجنونة المتمثلة في رغبته في توسيع الإمبراطورية الروسية، فإن روسيا والعالم بأسره يدفعان ثمناً باهظاً للغاية"، موضحا أن العديد من البلدان تعاني من غياب أوكرانيا كمورد رئيسي للحبوب، وقال: "الأمر يتعلق بجوع حقيقي - وليس فقط ما إذا كان هناك ما يكفي من زيت دوار الشمس على أرفف المتاجر، كما هو الحال بالنسبة لنا".
اتصال شولتس - بوتين
وأجرى المستشار الألماني أمس الجمعة اتصالا هاتفيا مع بوتين استغرق أكثر من ساعة. وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن الزعيمين "واصلا مناقشة الوضع في أوكرانيا مع التركيز على النواحي الإنسانية"، وأضافت أن بوتين "أوضح بالتفصيل المنطق والأهداف الرئيسية للعملية الروسية المتواصل في أوكرانيا وأطلع شولتس على الإجراءات التي يجري اتخاذها بغية ضمان أمن المدنيين".
وتناول الاتصال العملية التي نفذت بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء المدنيين الذين كانوا محتجزين من قبل القوات الأوكرانية في مصنع "آزوفستال" في مدينة ماريوبول. وأطلع بوتين شولتس، وفقا للبيان، على "التقييمات المبدئية بشأن واقع الوضع في المفاوضات الروسية الأوكرانية التي سدت كييف بالفعل الطريق أمامها".
استعداد لانقطاع الغاز الروسي
في هذا الوقت، تسعى المفوضية الأوروبية إلى التخلي عن قواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي للسماح للحكومات بوضع حد أقصى للأسعار للمستهلكين في حالة الانقطاع الكامل لإمدادات الغاز الروسي، حسبما كشفت وثيقة مسربة اليوم السبت نشرتها وكالة "رويترز".
وتقول وثيقة المفوضية بشأن "التدخلات قصيرة المدى في سوق الطاقة"، التي نشرت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية مقتطفات منها، إنه يجب السماح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتنظيم أسعار المستهلكين لفترة انتقالية لحمايتها من الارتفاع المفاجئ حتى قبل حدوث نقص حاد. ونقلت الصحيفة عن الوثيقة قولها إن "تمويل هذا التدخل يتطلب مبالغ كبيرة".
ومن المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية عن خطة مفصلة هذا الشهر للتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، ردا على غزو روسيا لأوكرانيا.
خسائر روسيا
ميدانيا، أعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو، الجمعة، إنه "لا يمكن لأحد التنبؤ إلى متى ستستمر هذه الحرب".
وأوضح أن الأوكرانيين يبذلون كل ما في وسعهم لطرد الروس، مضيفا "هذا سيعتمد للأسف ليس فقط على شعبنا، الذي يبذل أقصى ما لديه.. هذا سيعتمد على شركائنا، على الدول الأوروبية. على العالم بأسره".
وكشف زيلينسكي أن أوكرانيا أسقطت، الجمعة، الطائرة الروسية رقم 200 في الحرب، وأشار إلى الخسائر الروسية الفادحة في الدبابات والمدرعات والمروحيات والطائرات المسيّرة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا في "مفاوضات صعبة للغاية" لمحاولة إجلاء المقاتلين الجرحى المحاصرين في مصانع الصلب في ماريوبول، مضيفا "نحن نتحدث عن عدد كبير من الناس. بالطبع. نحن نبذل قصارى جهدنا لإجلاء البقية. كل من المدافعين عنا. لقد جلبنا بالفعل كل شخص في العالم يمكن أن يكون أكثر الوسطاء نفوذا".