2024- 05 - 08   |   بحث في الموقع  
logo بيانٌ مهم من الأمن العام يخصّ السوريين.. إليكم ما جاء فيه logo مطر في نيويورك: بحث في تطبيق القرار 1701 وأزمة النزوح السوري logo بماذا ستتميز التدابير الأمنية المتخذة خلال مهرجان كان السينمائي؟ logo غالانت: سنعيد سكان الشمال.. وهذا الصيف قد يكون حاراً logo بالصور: حريق ودخان اسود فوق مرفأ طرابلس ما القصة؟ logo "إطلاق نار جنائي"... اليكم تفاصيل مقتل رجل الأعمال اليهودي في مصر logo "أتفهم الوضع الصعب"... أدرعي "يزعم" تلقي رسائل يومية من مواطنين لبنانيين logo تعميم "فائق الأهمية" من الحزب قلب الطاولة في الجنوب.. قوة اسرائيلية "قُطعت" أوصالها!
الانفجار السوري الكبير: الحرية والكرامة بين مخالب المفترسين
2022-05-13 12:56:09

صدر عن دار ميسلون كتاب "الانفجار السوري الكبير" للباحث منير شحود. لا يهدف هذا العمل إلى تأريخ التفاصيل الإخبارية التي شهدتها سورية في السنوات الأخيرة، وإن جاء الكثير منها ضمن السياق، إنما يعرض لبعض الإرهاصات التي اختمرت قبل "الانفجار السوري الكبير"، وذكريات الحوادث والمواقف التي شارك فيها الكاتب، وعاشها على أرض الواقع، ورؤيته الفكرية والسياسية في مختلف مراحل تطور الحدث السوريّ، بخاصةٍ في السنتين الأولى والثانية، بما في ذلك الكثير من المشاعر المختلطة التي رافقت الحوادث الجِسام.
جاء في مقدمة المؤلف: لم أفكر بكتابة هذا الكتاب إلا بعدما فقدت الأمل القريب بأي عمل مجدٍ على صعيد السياسة، ورأيت أن الأمور تجري في مسار لم يكن أكثر المتشائمين منا يتوقعونه، وقد اجتمعت العوامل كلها، أو تصادفت، لتفتك بأهم حدث في تاريخ سورية؛ محاولة عفوية لاستعادة الحرية والكرامة، والوقوف في وجه سلطة مستبدة جعلت الخوف ظلًا للسوري أينما كان، وحيثما ارتحل، فكان لا بد لي من تقديم هذه الشهادة الممزوجة بالدمع والدم، علّها تسهم في فهم ما جرى، ودور مختلف العوامل في إيصال الأحداث إلى ما وصلت إليه.مهما يكن، ليس التاريخ خطًا مستقيمًا، فيه تتداخل المؤثرات وتختلط، تتعارك الأسباب والنتائج، ذلك كله في مسار لا يمكننا القفز فوقه أو خارجه. بوصفنا كتابًا وباحثين، نحن جزء منه، ونمثل دورنا على مسرحه الواسع، ومدعوون لاستجلاء الوقائع والتفاصيل، وبناء قاعدة معلومات تاريخية يمكن البناء عليها في المستقبل.قدمت في هذا الكتاب نموذجًا ما في الكتابة، حاولت أن يشبه الحياة ذاتها بتنوع تجلياتها، وكيف عشنا الحدث ونعيشه، حيث تختلط المذكرات الشخصية والذكريات العامة والمشاعر والتحليلات السياسية في كل معًا، ويبقى الحكم على هذه التجربة رهنًا برأي القراء وتفاعلهم.إن استمرار المأساة يصعِّب على الباحث، المتأثر مباشرة بما يجري، من أن يفكر بعقل بارد، وهو أمر ضروري للحكم على الأحداث بموضوعية وخارج نطاق الانفعالات التي ميزت الحالة السورية بصورة عامة؛ بسبب كم الاحتقان المتراكم نتيجة منع التعبير عن الرأي، إلا من منفذ تمجيد السلطة والدعاية لها، ما أدى إلى تنميط أفعالنا أو ردود أفعالنا، وفتك بأي ممارسة إبداعية وعلى الصعد كافة، فتحولت سورية التي كانت بلدًا واعدًا في الخمسينيات، إلى ضرب من معسكر اعتقال سياسي جماعي لأكثر من نصف قرن.لم تمض أشهر على الانتفاضة السورية حتى أضيفت إلى عامل الاستبداد السياسي عوامل شتى لم تكن لتعبر عن نفسها من قبل؛ مجمل الانتماءات السابقة وفي مقدمتها الانتماء المذهبي، ما ترك حيزًا محدودًا لأي فكر عقلاني وسط ضجيج الانفعالات التي ما لبثت أن تسلحت، وتلقت مزيدًا من الزخم الخارجي، وما لبث أن صار جزءًا من المشهد الداخلي السوري، وبات يحتل مكان الصدارة، ويمسك بخيوط اللعبة كلها بعد أقل من سنتين من اندلاع شرارة الحدث.هذا الكتاب محاولة متواضعة للحكم بموضوعية على مسار الأحداث، إذ يحتاج الحدث السوري إلى عشرات المجلدات للإحاطة بتفاصيله، ومتابعة العوامل المؤثرة فيه؛ الاستبداد، العسكرة، الأسلمة، المعارضة التقليدية، العوامل الإقليمية والدولية، دخول الإرهاب على خط الثورة، فضلًا عن حركيات الثورة ذاتها، وهذا ما يتطلب استقرارًا معقولًا ما زال غير متوافر حتى تاريخه.تحضر التفاصيل الإخبارية في الكتاب بقدر ما تخدم تحليل الحدث، والرجوع إلى الماضي، القريب والبعيد، ضرورة يفرضها استمراره وعميق تأثيره في الحاضر. كما احتاج الأمر وما زال، بسبب التسارع التاريخي بعد ركود مديد، إلى إجراء تعديلات مستمرة لمتابعة "الفيضان السوري" من زوايا مختلفة. لعل ذلك هو أصعب ما يواجهه متابع الحدث، حتى لا تتحكم به وجهة نظر واحدة ناجمة عن حكم أيديولوجي مسبق أو انحيازٍ سافر، وقد أصبح الواقع، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الانتفاضة، عصيًّا على مطلق أيديولوجيا للإحاطة به.من جهة، قد تتمثّل نقطة ضعف الكتاب في بانوراميته، ما يجعل خطوط الأحداث فيه تتقاطع وتنقطع بصورة فوضوية، ويفضي إلى إهمال كثير من الأحداث والوقائع أو ابتسارها. من جهة ثانية، قد تبدو هذه المزية جيدة من حيث أنها تنتقل بالقارئ بين الذكريات والوقائع والتحليل، فلا يعتريه الملل.تحتل الشهادات الحية حيزًا بسيطًا من الكتاب، لكنها تعبر بصورة مكثفة عن بعض المنعطفات المهمة في مسار الأحداث. تطرق الكتاب أيضًا إلى دور المرأة والانعكاسات المدمرة في حياتها، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها في أثناء الحرب وبعدها، والفرص المتاحة لتعبر عن ذاتها وتتحرر من ربقة التقاليد الظالمة. كما تضمن أحد الفصول واقع تحليلا لواقع قوى اليسار والفرص الممكنة لإعادة تشكيل المفهومات والتحالفات والقيم المتوافقة مع حقوق الإنسان والتقدم التقني المتسارع.لا شك في أن الكثير كُتب في ما جرى في سورية، لكن المزيد لم يكتب بعد أيضًا، ومنه ما دار في الكواليس والاجتماعات الخاصة، خاصة بالنسبة إلى عمل المعارضة، ووقوع كثير من أفرادها وتجمعاتها في فخ ألاعيب الاستخبارات الدولية، ما يساعد في اكتشاف أسباب الفشل الذريع في استشراف سير الأحداث واستنباط استراتيجيات جديدة للعمل. لقد كشف الحدث السوري عن أزمة عميقة في سياسة المعارضة التقليدية، وعرّى عجز قوى اليسار وهامشها الاجتماعي الضيق، لأسباب ذاتية ناجمة عن عدم تجاوز الفكر العقائدي، وموضوعية تتعلق بتحالف الاستبدادين السياسي والديني، وتضييق الخناق على الفكر الحر.على الرغم من ذلك، فقد الزخم السياسي الإسلامي كثيرًا بعد هذه السنوات السبع، واحترقت أوراقه واحدة بعد الأخرى كاستبداد بديل، نظرًا إلى فواته التاريخي، وسعيه للوصول إلى السلطة بالوسائل كافة، وفي مقدمتها العنف والإرهاب، مستغلًا فوضى ثورات "الربيع العربي"، فتحول إلى كابوس جديد، وحطم ما بقي من آمال في الحصول على الحرية وبناء مجتمع ديموقراطي حديث، ما يمهد الطريق للخلاص من كل استبداد والتفكير بطريق الخلاص الوحيد؛ دولة القانون والمواطنية.منير شحّود
كاتب ومترجم سوري، من مواليد 1958، دكتور في الطب من جامعة دمشق 1983، دكتوراه فلسفة في الطب العام 1989/ سانت بطرسبورغ- روسيا/ اختصاص تشريح الإنسان، مدرّس في جامعات سورية وعربية. فُصل من الجامعات الحكومية العام 2006، ومُنع من التدريس في الجامعات الخاصة العام 2010 لأسباب سياسية، مؤلف ومترجم لعدد من الكتب العلمية والثقافية، ويكتب المقالة في موضوعات متنوعة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top