رفع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله سقف التحدّي السياسي والأمني، العسكري والانتخابي إلى أقصى الحدود. رسم نصر الله إطار المعركة الانتخابية، معتبراً أنها مقاومة سياسية ترقى إلى حدود مواجهة حرب تموز سياسية، خصوصاً بوجه كل من يحاول محاصرة حزب الله أو نزع سلاح المقاومة. رفع نصرالله السقف في مختلف الملفات السياسية، من خلال التمسك بمعادلة السلاح والجيش والشعب والمقاومة، وبطرح معادلة الدفاع عن النفس أولاً، وامتلاك السلاح للاستمرار في توفير مقومات الحماية. كما رفع السقف في ملف ترسيم الحدود، معتبراً أن الوسيط الأميركي غير نزيه ولا يمكن له تحقيق أي نتائج مع لبنان، فيما أعلن جهوزية حزبه لمنع إسرائيل من التنقيب عن النفط، بحال منعت لبنان من التنقيب في مياهه. كذلك أعلن الاستنفار العسكري الشامل بالتزامن مع المناورات العسكرية الإسرائيلية.السلاح أولاًكان نصرالله واضحاً في سعيه إلى شد عصب جمهوره، وخصوصاً في الجنوب، تحت شعار الدفاع عن مناطقهم وأراضيهم ضد إسرائيل. وسعى إلى تحفيز الشيعة على الالتفاف حول الحزب وحركة أمل، من خلال استعادته لمواقف شخصيات شيعية تاريخية، بينها عبد الحسين شرف الدين، والسيد موسى الصدر. وذلك لتأكيد لحمة المواقف بين الطرفين. وأكد نصرالله أن لا أحد سيتمكن من نزع سلاح المقاومة، وقال: "فشروا أن ينزعوا سلاحها" مستنداً في ذلك إلى كلام موسى الصدر.
واعتبر أن على اللبنانيين أن يعرفوا أن من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، أنهم يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهل الجنوب من الكيان الصهيوني المؤقت، قائلاً إن مراكز دراسات أجرت استطلاعات للرأي، وكان هم الأغلبية هو الوضع المعيشي وليس سلاح المقاومة. وقال: "البعض أخذ من سلاح المقاومة عنوانًا للمعركة الانتخابية ولم يلتفت لهموم الناس من أموال المودعين وغيرها". كما هاجم الذين يطالبون بحياد لبنان."حماية" ثروات البحرأطلق نصر الله معادلة جديدة لا تتعلق بمقاومة العدوان، إنما بتوفير الحماية، وهذا يعني تأبيد بقاء سلاح الحزب. فاعتبر أن المقاومة هي الوحيدة التي تحمي لبنان والجنوب وثرواته، وبالتالي لا يمكن التخلي عن السلاح، حتى وإن لم يكن هناك معارك وحروب، لأن السلاح هو الذي يمنع الحرب. بينما أصر على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية في أي وقت. مشدداً على وجوب التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة. وربط بقاء سلاح الحزب بضرورة حماية ثروات النفط والغاز خصوصاً في ظل الأزمة المالية والمعيشية، لأن في البحر هناك ثروة بعشرات مليارات الدولارات، واعتبر أن لبنان أمام فرصة لبيع النفط والغاز لأوروبا، بشرط أن يذهب لبنان إلى تلزيم البلوكات النفطية لبدء عمليات الاستخراج، وأن المقاومة قادرة على منع اسرائيل من استخراج النفط إذا منعت لبنان من استخراج نفطه.
وهدد نصر الله الإسرائيليين بأن أي شركة عالمية لن تجرؤ على المجيء إلى حقل كاريش والبدء في التنقيب، في حال قرر حزب الله توجيه تهديدات لهذه الشركات. ونعى نصرالله مفاوضات ترسيم الحدود معتبراً أن الوسيط الاميركي هوكشتاين غير نزيه. كذلك وصف الانتخابات مجدداً بانها حرب تموز سياسية، وتوجه إلى الناس لضرورة الفوز بها من خلال المشاركة بالانتخابات. معتبراً أن المشاركة هي مقاومة سياسية لحماية المقاومة العسكرية. وأعلن نصر الله استنفار قواته العسكرية بشكل كامل بالتزامن مع المناورات العسكرية الإسرائيلية التي يجريها الإسرائيليون، وأن حزبه جاهز لرد أي ضربة قد تقوم بها اسرائيل، هذا بمعزل عن الاهتمام بالانتخابات النيابية.