بدأت العملية الانتخابية البرلمانية اللبنانية للمغتربين في فرنسا، منذ الساعة السابعة صباحاً بتوقيت باريس. وبناء على تواصل "المدن" مع مجموعة من مندوبي اللوائح، لم تسجل خلال الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع، مخالفات أو صعوبات تُذكَر، وكان فتح الصناديق عموماً بشكل شفاف وواضح ووفقاً للأصول.منذ السابعة صباحاًلم تشهد الساعات الثلاث الأولى إقبالاً كثيفاً على الاقتراع. لكن اليوم ما زال في أوّله، ويُتوقّع ارتفاع عدد المقترعين في ساعات الظهيرة وبعد الظهر. ومع ذلك، ظن بعض المندوبين أنهم سيكونون أوائل المصوّتين لدى فتح الصناديق، الساعة السابعة صباحاً، لكن، وفي العديد من المراكز الباريسية، كان هناك ناخبون ينتظرون أمام الباب.
كما لوحظ، من جهة رئيس القلم والكاتب، تشديد على الالتزام بالقانون ومنع التصوير. وسُجّل إشكال، عندما قامت مقترعة بتصوير ورقتها بعد دخولها خلف العازل، وجرى جدال حول إلغاء صوتها، لكن الأمر تم حلّه في النهاية بسلام. وأفادت معلومات "المدن" بأن هناك حرصاً، في مستهل اليوم الانتخابي، على ألا يلمس رئيس القلم والكاتب ورقة التصويت بعد أن يقوم المقترع بتسجيل خياره فيها. كما لوحظ أن التواصل جيد، على مستوى المندوبين والمقترعين، مع رئيس القلم والكاتب، وجرى تذكير الناس بآلية التصويت الصحيحة، لجهة كيفية اختيار اللائحة والصوت التفضيلي بحيث لا تتعرض أصوات للإلغاء.
وسجّل تلاسن أمام أحد مراكز الاقتراع في الدائرة الباريسية الـ17، إذ قال مندوبو لائحة كسروان جبيل، "نحنا التغيير"، أن السفير اللبناني رامي عدوان، أصرّ على أن يزيلوا طاولة صغيرة عليها شعار اللائحة وبعض الصور، وكانوا قد وضعوها على بُعد 200 متر من المركز. وقال المندوبون أنهم، رغم استياء رفاقهم، امتثلوا في النهاية لطلب السفير منعاً للمشاكل والتصعيد، مع تنويههم بأن مَن يحق له طلب الإزالة عملياً هي البلدية أو الشرطة، وأنهم كانوا قد استأذنوا البلدية قبل وضع الطاولة.77 قلم اقتراعوكان قد تسجّل نحو 193 ألف ناخب، في 48 دولة، للمشاركة في العملية الانتخابية، وكان العدد الأكبر منهم في فرنسا (28083 ناخباً)، حسب أرقام المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية اللبناني. كما أشار السفير رامي عدوان، إلى أن عدد الناخبين لدورة 2022 يتخطى الذين تسجلّوا العام 2018 بثلاثة أضعافٍ، مضيفاً أنه إذا تُرجِمَ الارتفاع بالإقبال، "يجب أن نكون حاضرين لاستيعاب الجميع وتأمين سلامة الاستحقاق ونزاهته".
وأعلنت السفارة اللبنانية أنه تم تجهيز 40 "ميغاسنتر" في فرنسا، تضم 77 قلم اقتراع في السفارة بباريس والقنصلية العامة في مرسيليا، وأنه جرى التواصل مع العديد من المتطوعين للمساعدة. ويفترض، عند إقفال صناديق الاقتراع، أن يُصار إلى ختمها بالشمع الأحمر لتوضع في حقائب دبلوماسية مزودة بأجهزة تعقب، حتى تكون وسيلة النقل إلى لبنان "آمنة للغاية، وحرصاً على الشفافية".مندوبو الأحزاب.. وشكاوىمن جهة أخرى، وفي موضوع الماكينات الانتخابية، لاحظت "المدن" حضوراً قوياً لحزب "القوات اللبنانية"، سواء على صعيد أعداد المندوبين أو تنظيمهم والتنسيق. وبدا أن عملية التنظيم ترتكز على قيام منسقين من "القوات" بجولات على المندوبين الثابتين للتأكد من أن لديهم كل ما يلزمهم من مواد ولوجستيات، الأمر الذي لم يُلحظ لدى بقية مندوبي الأحزاب. علماً أن حضور "التيار الوطني الحر" بدا لا بأس به، لكنه لم يصل إلى عديد وتنظيم مندوبي "القوات".
أما عن الشكاوى التي تم تداولها، قبل أيام من انتخابات المغتربين في فرنسا، بخصوص بُعد أماكن سكن بعض الناخبين عن مراكز الاقتراع، فإن السفارة ظلت مصرّة على أنه تم اعتماد أقرب المسافات الممكنة، وأن التوزيع جاء بناءً على الرمز البريدي المعتمد والمسجل من قبل هؤلاء على المنصة.
لكن الشكاوى والاستنكار، بهذا الشأن، استمرا، وإن بشكل فردي، بمعنى أنهما لم يصدرا عن مجموعات منظّمة أو حزبية. علماً أن شكاوى بُعد أمكنة الاقتراع صدرت أيضاً عن بعض مندوبي اللوائح والمرشحين، على اعتبار أنهم مندوبون في مكان فيما مركز تصويتهم في مكان آخر. ورغم ما رشح عن السفارة بأنها حاولت أن تحافظ على معدل وسطي هو 400 صوت في كل قلم، وأنها سعت إلى إعادة التوزيع كلما فاض الرقم عن الـ400، إلا أن ذلك لا يمنع أن بعض التوزيعات بدت غير منطقية إطلاقاً، من قبيل وضع قلم الاقتراع على مسافة ساعتين بالقطار من مكان سكن بعض الناخبين. وثمة من اعتبر أن هذا الإجراء ليس بريئاً في السياسة، لا سيما مع تخوّف "التيار الوطني الحر"، الذي جاءت وزارة الخارجية من حصته في الحكومة الحالية، من عدم تحقيق النتائج التي يأملها في هذه الانتخابات، وبالأخص بين المغتربين.