قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "العملية العسكرية" التي يقودها جيشه منذ 24 شباط/فبراير، في أوكرانيا ستحقق أهدافها، محذراً من أن بلاده لا يمكن عزلها عن الغرب.
وقال بوتين، الذي كان يتحدث وبجانبه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو خلال زيارة الأخير إلى فوستوشني كوزمودروم في الشرق الأقصى الروسي: "ليس هناك شك في أن الأهداف والغايات المعمول بها في أوكرانيا سوف تتحقق".أهداف نبيلة!
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله في حفل توزيع جوائز في فوستوتشني كوزمودروم، إن موسكو لم يكن لديها خيار آخر سوى شن عملية عسكرية لحماية روسيا وإنه لم يكن هناك مفر من الاشتباك مع القوات المعادية لروسيا في أوكرانيا. وأضاف أن أهداف الحملة العسكرية "واضحة، ونبيلة تماما".
وتابع بوتين أن الهدف الرئيسي لتدخل موسكو العسكري في أوكرانيا هو إنقاذ الناس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ 2014. وقال: "من ناحية نحن نساعد الناس وننقذهم، ومن ناحية أخرى نتخذ ببساطة إجراءات لضمان أمن روسيا نفسها. من الواضح أنه لم يكن لدينا خيار. كان هذا هو القرار الصائب".تطهير "ستاليني"
يأتي ذلك فيما قالت صحيفة "التايمز" إن السلطات الروسية تجري عملية تطهير جماعي "ستالينية" للمخابرات الروسية السرية بعد طرد أكثر من 100 عميل من وظائفهم، وسجن رئيس القسم المسؤول عن أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن حوالي 150 من ضباط جهاز الأمن الفدرالي الروسي "إف إس بي" (FSB) تم فصلهم، في إشارة إلى غضب الرئيس فلاديمير بوتين من إخفاقات "الغزو".
وأوضحت أن جميع من اُطيح بهم كانوا موظفين في الخدمة الخامسة، وهي فرقة تأسست عام 1998، عندما كان بوتين مديراً لجهاز الأمن الفدرالي لتنفيذ عمليات في دول الاتحاد السوفياتي السابق بهدف إبقائهم في مدار روسيا.
من ضمن هؤلاء الضباط رئيس الجهاز السابق سيرغي بيسيدا (68 عاما) الذي أرسل إلى سجن ليفورتوفو في موسكو بعد أن وضع في الإقامة الجبرية الشهر الماضي، ولا يزال قيد التحقيق بتهمة الاختلاس.
يُذكر أن هذا السجن تم استخدامه من قبل الاستخبارات الروسية للاستجواب والتعذيب خلال عملية "التطهير الكبرى" للرئيس السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين في الثلاثينيات، وهو معتقل يديره جهاز الأمن الفدرالي، وبه ميدان للرماية تحت الأرض، وبه ثقوب طلقات نارية خلفتها عمليات "التطهير" تلك عندما تم استخدامه لعمليات الإعدام الجماعية.
ونسبت الصحيفة المعلومات عن عملية "التطهير" الحالية إلى كريستو غروزيف المدير التنفيذي لمنظمة بيلينغكات للتحقيق التي كشفت من قبل عن تسميم اثنين من السجناء الروس بمدينة سالزبوري في إنكلترا عام 2018، ولم يكشف عن مصدر معلوماته.
وقال غروزيف إنه تم فصل الضباط بسبب "إبلاغ الكرملين بمعلومات كاذبة حول الوضع الحقيقي في أوكرانيا قبل الغزو". وأضاف لقناة تدعى "بوبولار بوليتيكس"/ "أستطيع القول إنه على الرغم من عدم اعتقال عدد كبير منهم، فإنهم لن يعملوا بعد الآن لصالح جهاز الأمن الفدرالي".
كما أجرى ضباط مكتب الأمن الفدرالي في آذار/مارس، عمليات بحث في أكثر من 20 عنواناً حول موسكو لزملائهم المشتبه في اتصالهم بالصحافيين.
رسالة قوية من بوتين
وقال أندريه سولداتوف الخبير في أجهزة الأمن الروسية ل"تايمز"، إنه بإرسال بيسيدا إلى ليفورتوفو، أرسل بوتين "رسالة قوية للغاية" إلى النخب الأخرى في روسيا. وأوضح "لقد فوجئتُ بهذا، كان بإمكان بوتين فصله بسهولة أو إرساله إلى وظيفة إقليمية في سيبيريا. ليفورتوفو ليست مكاناً لطيفاً وإرساله إلى هناك يشير إلى مدى جدية بوتين في التعامل مع هذه الأمور".
في السنوات التي سبقت الغزو، كانت الخدمة الخامسة نشطة في محاولة زعزعة استقرار أوكرانيا من خلال توجيه الشخصيات السياسية الموالية لروسيا، ومحاولة إثارة الاضطرابات بين الجماعات اليمينية المتطرفة غرب أوكرانيا.
وذكر غروزيف أنه يعتقد أن أجهزة الأمن الروسية أهدرت "مليارات الدولارات" في محاولات فاشلة لتأمين الدعم من "الطبقة السياسية المشبوهة" بأوكرانيا الفترة التي سبقت الحرب، مضيفاً أن الكثير من الأموال أنفقت لجذب المجندين الأوكرانيين من خلال رحلات باهظة الثمن إلى تايلند وقبرص وجزر المالديف. وقال: "لقد كانت أموالاً أنفقت هدرا".