2024- 04 - 28   |   بحث في الموقع  
logo هل سيزور هوكشتاين بيروت؟ logo سباق بين التصعيد والديبلوماسية: الدمج بين اتفاقية الهدنة والـ1701 logo إصابة 14 مدنياً بصربين الجنوبية..وجيروزاليم بوست:الحزب اكبر من الفشل logo الصليب الأحمر يحيي الذكرى الـ39 لشهدائه logo جريح في حادث سير في الضنية logo هزة أرضية ضربت لبنان كم بلغت قوتها؟ logo الفصائل الفلسطينية: ضرورة التوصل لصفقة تبادل "جادة" logo بعد تنبيه فرانك... 3 زلازل تضرب دول في يوم واحد!
زيارة البابا وعودة السفراء و"اتفاق الصندوق": تجاذب داخلي وإقليمي
2022-04-09 00:25:59

طرأت جملة من الأحداث على الوقائع اللبنانية. وكلها إيجابية من حيث الشكل الذي يمكن الرهان على معناه، بعد الوقوف على تزامن الحوادث وترابطها: بدءًا من الإعلان عن زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان، مرورًا بالاتفاق المبدئي أو اتفاق الإطار مع صندوق النقد الدولي، وبالإعلان عن عودة سفراء دول الخليج إلى لبنان.
من ينظر إلى هذه الأحداث قد يعتبر أن لبنان سلك طريق تسوية كبرى برعاية إقليمية ودولية. ولا شك في أن اللبنانيين يحتاجون إلى بارقة أمل يتحلّقون حولها ويراهنون عليها، كي يستشعروا خلاصًا قريبًا. القوى السياسية أو أصحاب الحكم والسلطة، ضخوا هذا النوع من الأجواء الإيجابية في أعقاب الإعلان عن هذه الخطوات، بوصفها إنجازًا حققوه على طريق الخروج من الأزمة.اتفاق بلا مقومات تطبيق لكن "اتفاق الإطار" الذي أقر مبدئيًا مع صندوق النقد الدولي، يحتاج إلى شروط كثيرة لتطبيقه. فمقومات التطبيق غير متوفرة حتى الآن: قرار إعادة هيكلة المصارف. الكابيتال كونترول. تحديد الخسائر، وسوى ذلك الكثير. ولا شك في أن لبنان يحتاج بالضرورة إلى إعادة هيكلة القطاع المصرفي. وهذا يضع المصارف في صراع مع القوى الأخرى. صراع يترجم قضائيًا ومصرفيًا، وسوف يستمر على الرغم من مروره في مراحل من المهادنة. وخيوط هذا الصراع متشعبة، وفق حسابات كثيرة ومتناقضة، وتتداخل فيه عوامل داخلية وخارجية.
فهناك قوى في الداخل والخارج تسعى إلى الدخول إلى جنّة المال الموعود في لبنان، من خلال إعادة هيكلة القطاع والسيطرة عليه. ولا ينفصل تنافس القوى الدولية في محاولتها الحصول على حصة في هذا القطاع، عن الملاحقات القضائية لحاكم المصرف المركزي، وعن سعي كل طرف إلى فرض شروطه.سوابق مشابهة اتفاق الإطار مع صندوق النقد، يشبه إلى حدّ بعيد ذاك المعمول عليه منذ أكثر من سنوات عشر في ملف ترسيم الحدود. من دون نجاح لبنان في الوصول إلى اتفاق على إنجاز عملية الترسيم. والزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، أغدق عليها المسؤولون الكثير من الإيجابية وأوحوا بأنها تمكنت من إنجاز المهمة المطلوبة. لكن أسابيع وأشهر مرّت من دون تحقيق تقدم حقيقي في هذا المسار.
يشبه الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أيضًا ذاك الذي عُمِل عليه لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان. وهو مشروط بإقرار جملة من الإصلاحات لا تزال مطروحة منذ اليوم الأول، ولم يلتزم بها لبنان. مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكذلك الرؤساء الآخرون، قدموا إشارات إيجابية لأنفسهم لتنعكس إيجابًا عليهم، قبل الانتخابات النيابية. وهي الإشارات نفسها التي يحاولون تقديمها تعليقًا على عودة السفراء الخليجيين إلى لبنان. فيحاول كل طرف تجيير ذلك لصالحه. ومثلما يصور ميقاتي الترحيب الخليجي ببياناته ومواقفه على أنه دعم واضح له، يصور رئيس الجمهورية زيارة البابا على أنها دعم له واستجابة لدعوته.بين اليمن ولبنان لكن عودة السفراء الخليجيين نتاج مسار طويل من المباحثات الفرنسية- المصرية مع السعودية، ومن لقاءات عدة عقدت في سبيل هذه العودة. واللافت أن توقيت الإعلان عن العودة جاء على وقع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، وانقلاب حقيقي نفذته السعودية في اليمن، في إنشائها مجلس رئاسي يمني، يعمل على توحيد العشائر والقبائل مع حزب الإصلاح وآل صالح وآل الأحمر والشمال والجنوب. وذلك لتشكيل قوة توازن سياسي مع الحوثيين. هذا ما يفترض بالسعودية أن تكرره في لبنان، من خلال تجميع القوى المتحالفة معها انتخابيًا، وفي مرحلة ما بعد الانتخابات. وكما تخلّت السعودية عن عبد ربه منصور هادي، سبق أن تخلت عن الرئيس سعد الحريري.مبارزة إقليمية أمام هذه الوقائع، يكون لبنان مقبلًا على مرحلة جديدة. في ما يتعلق بالخطّة التي يحتاج إقرارها إلى التوافق مع صندوق النقد، سوف تشهد الخطة صراعات بين رؤى مختلفة وقوى سياسية وقطاعات مالية ومصرفية. وهناك أيضًا كل طرف إقليمي يحتاج إلى ترتيب أوراقه على الساحة اللبنانية من بوابة الانتخابات النيابية وما يليها من استحقاقات.
هكذا، يبدو لبنان اليوم وكأنه دخل مرحلة تجميع الأطراف الإقليمية أوراقها، في انتظار أن يحين موعد الجلوس على طاولة المفاوضات. وهذا غالبًا ما تسبقه مبارزات كثيرة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top