2024- 05 - 06   |   بحث في الموقع  
logo بوحبيب يلتقي وزيرة خارجية هولندا logo وزيرة خارجية هولندا: لوقف فوري لمواجهات الجنوب وتنفيذ الـ1701 logo أوروبا تدرس فرض عقوبات تجارية على إسرائيل..بمبادرة بلجيكية logo بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على "تهديدات" غربية logo القصيفي والكعكي يضعان إكليلًا من الغار على تمثال الشهداء: “صحافة لبنان حرية حتى الشهادة” logo بارزاني: علاقاتنا مع إيران خطٌ أحمر لن نتجاوزه logo "ظروف مشابهة"... "ناسا" تكشف مفاجأة بشأن كوكب المريخ! logo في رسالة سرية للغاية: نتنياهو طلب من قطر تمويل حماس في العام 2018
يوم كان للصحافة النسائية اللبنانية نهضتها
2022-04-03 07:26:08


دعت مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت لاستكشاف معرضها "رائدات الصحافة العربية (1892-1925)"، الذي يسلط الضوء على مساهمة الكاتبات في النهضة العربية. خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
يحتفي المعرض بعمل عشر كاتبات نشرن مجلاتهن الخاصة وروجن لأفكار التحديث من خلال الإصلاح الاجتماعي والسياسي والديني، وانطلَقَت الصحافة النسائيَّة اللبنانيَّة - السورية من مِصر مع هند نوفل، وتتالت بعدها النساء اللبنانيات في الإصدار: أَلكسندرا الخوري افيرينو‎، («أَنيس الجليس» 1898)، رُوز أَنطون حداد («السيِّدات والبنات» 1903)، لبيبة ماضي هاشم («فتاة الشرق» 1906)، ماري عجمي ("العروس"1910)، ماري ينّي («مينرفا» 1923)، نجلا أَبي اللَمَع معلوف («الفَجر» 1919)، جوليا طعمة دمشقيّة («المرأَة الجديدة» 1921، عفيفة فندي صَعب («الخِدْر» 1919)... وفاطمة روز اليوسف. وهذه الأسماء تعبّر أنه كان للصحافة النسائية نهضتها، وما تعرضه مكتبة الجامعة غيض من فيض، ويقتصر على عشر مجلات نسوية، بدءاً من مجلة هند نوفل "الفتاة" وانتهاءً بجريدة فاطمة اليوسف المشهورة "روز اليوسف" الصادرة عام 1925. في المعرض، العدد الأول من كل مجلة، الافتتاحية الأولى (متى توفرت)، وعينات من المقالات، والسير الذاتية للصحافيات.كانت مصر هي أول بلد عربي تولد فيه الصحافة النسائية، وكانت مجلة "الفتاة" التي أصدرتها هند نوفل في الإسكندرية وهي أول مجلة نسائية تصدر في العالم العربي في (20 من نوفمبر/تشرين الثاني 1892، وكانت شهرية علمية تاريخية أدبية فكاهية، وعدد صفحاتها حوالي 40 صفحة. وقد حصلت هذه المجلة على صيت واسع في العالم العربي؛ ولذا لقبت "هند" بـ"أمّ الصحفيات"، وكانت"الفتاة" تتحاشى الأمور السياسية، ومبدؤها الذي أعلنته هو "الدفاع عن حق المرأة المسلوب، والاستلفات إلى الواجب المطلوب"، وقد نشرت "الفتاة" فصولا عن أوضاع المرأة في السابق، وفي القرون الوسطى، وقارنت بين ما بلغته المرأة في أثناء ظهور المجلة من ثقافة وعلم، وبين حالها في السابق.
ألكسندرا قسطنطين الخوري عرفت باسمها العائلي أڤِيرِينو/ أڤيرِينُوه الإيطالية. من مواليد بيروت وفيها نشأت ثم انتقلت وأباها إلى الإسكندرية، وهناك درست في مدرسة الراهبات، وتلقت العربية على يد أستاذ خاص. إصدرت مجلة "أنيس الجليس" الشعرية‌ على مدى عشرة أعوام (31 يناير 1898 حتى عام 1908)، وقد كتب على غلاف عددها الأول بيتان من الشعر للتدليل على هويتها، هما:
إذا ما مللتم من جليس ورمتم
سماع جليس لا يمل نفوساً
فدونكم هذه المجلة أنها
يكون لكم منها الأنيس جليساًونالت المجلة شهرة واستطاعت أن تدخل إلى قصور الأميرات والسلاطين والأعيان في الشرق...

وأنشأت عفيفة فندي صعب مجلة "الخدر" مجلة نسائية علمية ادبية، صدر العدد الأول في شهر تموز يوليو 1919، واستمرت عفيفة في اصدارها ثماني سنوات متتالية من 1919 الى 1927.
جاء في مقدمة العدد الاول بقلم عفيفة صعب الآتي: "... علينا أن لا نستسلم لحالتنا الحاضرة بما فيها من خمول وفتور بل ننهض مع طلوع الصبح الجديد في هذه البلاد - صبح الحرية والمعرفة - إلى الاستفادة من هذا النور الباهر وليس هذا بالأمر العسير على كل من أرادت وسعت. فقبل اختراع فن الكتابة، كان الأقدمون يعبّرون عن افكارهم ويدوّنون معارفهم برسم صور مختلفة واشكال شتى. فكيف بنا اليوم والمطابع كثيرة والمؤلفات والصحف جمّة غزيرة الفائدة والكهربائية بأسلاك وبدونها تربط أقصى العالم بأقصاه وتخبرنا اليوم ما اكتشفه علماء الكون بالأمس. إن الحالة المتقدم شرحها قد شحذت فينا الغيرة الجنسية فكرّسنا وقتنا حباً بخدمة بنات طائفتنا فأنشأنا مجلتنا هذه". وتختتم عفيفة موضوعها مبيّنة أهداف مجلتها وأسباب تسميتها بـ"الخدر" فتقول: "... وقد أسميناها "الخدر" لأنها ستكون السلك الموصل بين خدور ربات الخدور ورسالة تصدر شهرياً من خدر الى امثاله، ملتزمين فيها كل ما تسرّهن قراءته ويفيدهن الاطلاع عليه من زبدة ما نستطيع جمعه من أقوال أفاضل الكتبة وفاضلات الكاتبات في العلم والتربية وتدبير المنزل. وتنتظر مجلتنا هذه معاضدة ذوي الغيرة من كتبة وكاتبات بأقلامهم وتشجيع ذوات الخدور باقبالهن وعلى الله الاتكال"..

"العروس": مجلة نسائية علمية صحية فكاهية، صاحبتها ماري عبده عجمي. صدرت سنة 1910 لتكون أول مجلة نسائية باللغة العربية في سوريا. تعدّ من المجلات المهمة في زمن الطغيان والاستبداد. وقد اجمع الذين كتبوا عنها انها كانت تقف الى جانب الحق. ولا يكاد يخلو عدد من اعداد مجلتها "العروس" من بعض النكات التي تنقلها لقرائها ممن برعوا بهذا الفن امثال مارك توين، وجورج برنارد شو، حتى انها كانت تتندر على نفسها لتضحك الحضور كما كان يفعل الجاحظ في زمانه.

"الفجر": مجلة نسائية أخلاقية تهذيبية، صاحبتها ورئيسة تحريرها، نجلا ابي اللمع معلوف، لم تكن هذه المجلة مفتوحة للنساء حصراً، لكنها ركزت على مساهمات المرأة وإنجازاتها. استمر إصدارها في بيروت لمدة ست سنوات (1919-1924)، إلى أن هاجرت أبي اللمع إلى الولايات المتحدة الأمركية، وصدرت المجلة مرة أخرى لمدة عام باللغتين الإنكليزية والعربية.
"المرأة الجديدة": مجلة غايتها بث روح التربية الإستقلالية وتحسين الحياة العاثلية وترقية المرأة السورية أدبياً وعلمياً وإجتماعياً، منشئتها: جوليا طعمة دمشقية... واظبت جوليا على كتابة افتتاحيات مجلتها «المرأة الجديدة» طوال ست سنوات دونما انقطاع، تحت عنوان «إلى ابنة بلادي» خاطبت فيها المرأة الأم والزوجة والشابة، من خلال معرفتها بمشكلاتها الحياتية والاجتماعية...
"فتاة الشرق": مجلة أدبية تاريخية روائية، أصدرتها لبيبة هاشم عام 1906 في القاهرة. من أشهر المجلات النسائية العربية، توقفت عام 1939...
"السيدات والبنات": اصدرتها روز أنطون حداد عام 1903 في الاسكندرية بمساعدة شقيقها فرح توقفت عن الصدور في عامها الثاني، ثم عاودت الظهور في عامها الثالث بعنوان «مجلة السيدات». وظلت تصدر حتى سنة 1906.

"مينرفا": مجلة أدب وفن وإجتماع، رئيسة التحرير ماري يني. وهي آلهة الحكمة عند الاغريق - ظهرت أول الأمر أسبوعية خطية سنة 1916 وما لبثت ان توقفت بسبب الحرب العالمية الأولى ثم استأنفت الصدور شهرية في 15 نيسان ابريل سنة 1923. ودأبت على نشر المقالات الأدبية لكبار الأدباء والشعراء الذين عاصروها، كما اهتمت بنشر القصص المترجمة والمكتوبة بالعربية. وأفسحت المجلة لكبار الأدباء والكتّاب في المجال لنشر ثمرات أفكارهم من دون تحفظ مما أعطاها صفة من التنوّع الذي يطلبه القراء من المجلة التي تعكس أحداث العصر. ومن يراجع أعدادها يجد من بين الذين ساهموا في الكتابة فيها أسماء كبار الأدباء والشعراء اللبنانيين والعرب في الربع الأول من القرن العشرين. تقول ماري يني في إحدى افتتاحيات مجلتها بما ينم عن نفسيتها وأخلاقها: "في حياة الناس لذة غير السعي وراء المادة، وفي النفوس أمنية غير كسب المال وحشده، وللمرء حياتان، حياة خاصة وحياة عامة. وعليه واجبان، واجبه نحو اخيه، وواجبه نحو نفسه. فبتلك الحياة المزدوجة اليوم أتحرك وبذيّاك الواجب المضاعف أسير تقودني هاتيك اللذة الخفية التي تتصل بحياتي الخاصة وهي سرّ بيني وبين الأقدار بل واجب نفسي نحو نفسي. وأندفع بتلك الظاهرة التي تربطني بحياة الأكوان وترغمني راضية للعمل من أجل الواجب العام فرض الإنسانية عليّ وشرط أبنائها على نفسي. إلى أن تقول: "وإني لباذلة جهدي في سبيل إرضاء المجموع، رائدي الإخلاص وقائدي المبدأ القويم. فإذا ما اكتنفتني بواعث الخذلان لجأت الى ما في صدور المحيطين بي من دفائن الإخلاص واستعنت بها للسعي في إصلاح الخلل، جهد المستطاع، حتى أقف وأماني القوم في مستوى واحد أُرضي به نفسي ويرضى به عني ابناء قومي". ثم تلخص الهدف من إصدار مجلتها والدور الذي اختارته لها فتتابع قائلة: "هذه هي "مينرفا" التي أخرجها الى سوق الأدب، وملء فمها عظة المفكرين البالغة، وملء ثوبها أدب الأديبات الرائع. آملة ان تكون مع أخواتها العامل في الوصول الى الغاية التي ينشدها الناس في بدء التطور الاجتماعي، وهي منذ الآن ملك خالص للقارئين استوصيهم بها خيراً وهو حق صريح على المالكين".
يستمر المعرض في الردهة الرئيسة لمكتبة الجامعة الأميركية حتى 8 نيسان/ أبريل 2022.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top