قالت شركة "مايكروسوفت" التي اتهمها موظف سابق بدفع رشاوى في أفريقيا والشرق الأوسط، أنها حققت بالفعل في هذه المزاعم وطردت موظفين نتيجة لذلك.واتهم ياسر العبد، الموظف السابق في "مايكروسوفت" الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا بالفساد، عبر صحيفة "وول ستريت جورنال" وكذلك في مقال بموقع "ليونس" الذي ينشر شهادات المبلغين عن المخالفات. وأوضح فيهما أنه تعرض للطرد بعدما عمل مع "مايكروسوفت" بين العامين 1998 إلى 2018 في أفريقيا، زاعماً أنه رأى موظفين في الشركة يرتكبون أعمال فساد في عدد من دول المنطقة.وأفاد العبد أنه من بين المخالفات استخدام شركات محلية شريكة للمساعدة في بيع منتجات "مايكروسوفت" حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".وفي المقال المطوّل الذي نشره موقع "ليونس" روى العبد مسيرته مع الشركة الأميركية، منذ العام 1998، وكيف ساهم في توسعها الكبير في الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ذاكراً عشرات الصفقات التي عقدتها "مايكروسوفت" مع حكومات وأجهزة أمنية وعسكرية في المنطقة. وتوقّف بشكل خاص عند العام 2016، عندما اشتبه في وجود صفقة غير واضحة بقيمة 40 ألف دولار.وفي العام 2020، بدأت ملامح الحقيقة تتكشف، بعدما زوده زميل سابق مقيم في السعودية، بمجموعة من الوثائق والرسائل الإلكترونية التي تكشف عمق فساد "مايكروسوفت" في الشرق الأوسط وأفريقيا. ومن خلال هذه الرسائل اكتشف العبد أنّ عملية بيع أي برمجية أو منتج تمرّ بمرحلة مريبة تكرّس الفساد، وهي عقد اتفاقيات جانبية بين مندوب المبيعات في الشركة، ومدير في "مايكروسوفت" والزبون نفسه. إذ يرسل المندوب طلباً للحصول على حسم لبيع المنتج ويحصل عليه بالفعل، لكنّه يبيعه بمبلغه الكامل للزبون، لتُوزَّع بعدها الأرباح على أطراف الصفقة، أي المندوب، والمدير في الشركة، والموظف الذي يمثل الشركة التي تشتري المنتج، وغالباً ما يكون موظفاً حكومياً.ورداً على الاتهامات، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولة تنفيذية في "مايكروسوفت": "نعتقد أننا حققنا سابقاً في هذه المزاعم، التي تعود إلى سنوات طويلة مضت، وعالجناها". وقالت بيكي لينابورغ، نائبة رئيس الشركة ونائبة المفوض العام لدائرة الالتزام والأخلاقيات في "مايكروسوفت": "لقد تعاونّا مع الوكالات الحكومية لمعالجة أي مخاوف".وأوضحت "مايكروسوفت" أنها فصلت موظفين وأنهت عقود شراكة، في إطار الرد على المزاعم الأصلية. وقالت لينابورغ: "نحن ملتزمون بالقيام بالأعمال التجارية بمسؤولية". وأضافت أن "مايكروسوفت تشجع دائماً أي شخص على الإبلاغ عن أي أمر قد يراه خرقاً للقانون ولسياساتنا وللمعايير الأخلاقية".وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت أن العبد أخطر بالفعل هيئة الرقابة المالية الأمريكية بشأن مخاوفه العام 2019. وفي الوثائق التي قدّمها، زعم أن "مايكروسوفت" شاركت لسنوات عديدة في ممارسات رشوة متفشية". وبحسب الموقع الإخباري التقني "ذا فيرج"، قدّر العبد أن الشركة أنفقت أكثر من 200 مليون دولار في السنة، على رشاوى وعمولات في دول مثل غانا ونيجيريا والسعودية.