يبدو أنه بعد التوتر الذي حصل في معرض بيروت للكتاب، على خلفية رفع مجسّم للجنرال قاسم سليماني في إحدى الدّور الإيرانية ومحاولة ناشط تكسيره، أعلنت شركة رياض نجيب الريس إلغاء الندوة التي كانت مقررة تكريماً وتحية لمؤسسها الراحل رياض نجيب الريس(1937-26 أيلول 2020)، بعد أكثر من سنة على رحيله مصاباً بالكورونا، وكان من المفترض أن تقام في 11 آذار/مارس الجاري في قاعة المحاضرات في المعرض، ليشارك فيها كل من الدكتورة خولة مطر، المؤرخ فواز طرابلس، الروائي فواز حداد، والشاعران يوسف بزي ويحيى جابر.
ويبدو أن أجواء مقاطعة المعرض وإلغاء النشاطات بدت تسري في أوساط المثقفين الذين يشعرون بأن انتشار صور وشعارات تمجد النظام الإيراني و"حزب الله" في معرض الكتاب هذا العام، والاعتداء على المحتجين عليها، جسدياً وبالتحريض في السوشال ميديا، جعلت المعرض لا يشبههم، وأجواؤه لا تتفق وما اعتادوه من انفتاح وحرية وتعدد، ناهيك عن تمجيد القتلة والهيمنة، إضافة إلى منع النشاطات الموسيقية والغنائية، وغياب غالبية دور النشر الأدبية والرصينة اللبنانية والعربية هذا العام عن المعرض.
والإشكال الذي حصل في الدار الإيرانية بعد احتجاج ناشط على صورة سليماني، كاد يؤدي إلى إقفال المعرض، إذ تخوّف صاحب صالة "سي سايد"، حيث يقام المعرض، من أن يلحق بها الأذى في حين أنه لم ينتهِ من ترميمها بعد، إذ سبق أن دُمّرت جراء انفجار المرفأ في 4 آب. لكن الأمور هدأت بعد اتصالات جرت على أكثر من صعيد، من دون أن تلغي فداحة المشهد "الثقافي" في الدورة الـ63 لمعرض بيروت للكتاب.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
